قالت لي السمراء(1)
الزمان انفو_
عبدالله الفتح
الدار البيضاء 2019
التقيت صديقي “محمود” ذات يوم في مقهى “السينيور” بالدار البيضاء .كان الجو باردا وكان ينفث الدخان ويحدثني عن لقائه بسيدة سمراء ..” شاءت الأقدار أن أن ألتقيها صدفة بمكان ما من هذا العالم”..
قالت لي..”عزيزي لن تتزوج مرة أخرى ما حييت..
ورد عليها..
لكنني سبق أن تزوجت مرارا ولدي أبناء في مدن عديدة من هذا العالم وربما لا علم لي ببعضهم..فقد كنت أقضي ليلة ..ليلتان ..ثلاثة..وأغادر إلى مدينة أخري ..
ردت عليه: أعرف أعرف..حتى قبل أن تحكي لي..أرى أشياء كثيرة في الأحلام لكنها كثيرا ما تصدق..مرة كانت لي جارة في عاصمة السينغال بأدغال إفريقيا ومرضت ورأيت في ما يرى النائم سحبا كثيفة من الدخان كهذه التي تطلق في الهواء إلا أن النارجيلة كانت خابية مما جعلني أجزم بوفاة السيدة..وقصصت الحلم على أختي وأكدت لها أن جارتنا باتت في عداد الموتى..وسخرت مني وما هي إلا أيام قليلت حتى نقلت الجارة إلى المستشفى حيث وافتها المنية..أشياء كثيرة أراها في الأحلام تصدم..الناس لا يؤمنون بضرورة تقديم الصدقات لمحتاجين..والقرابين للبحر..
قلت لمحمود : وهل فاجأك ماقالت؟
_ نعم..لكن حينما فكرت قليلا تذكرت أنني ذات يوم قلت لإحداهن بأنني لم أعد أرغب في العلاقة المباركة بالشرع..
وقالت لي السمراء بأن تفسير ذلك هو أن جنية ارتبطت بي ذات يوم ولا ترغب بتركي..لذلك تعمل على إبعادي منهن كلما حاولت أن أحب..
وأضافت :
حتى أنا منذ غادر زوجي البلاد إلى أوربا حيث تزوج وعمل وأخبرني بأنه لا يمكنه العودة دون مال..وحتى لما ألححت عليه بالعودة ولم يعد..طلبت الطلاق ومن يومها وأنا مرتبطة بجني لا يفارقني..
وضحكت حتى اغرورقت عيناي بالدموع حين قال إنه منذ طلق أم عياله للمرة الأخيرة وهو يركب وينزل كفحل حمير..