هكذا كانت تعيش عائلة القذافي في الجزائر
أثار نبأ رحيل عائلة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي من الجزائر، جدلا واسعا على الساحة الدولية، حول الوجهة التي أخذتها العائلة، ففي وقت تحركت سفارة سلطنة عمان في ليبيا، مفنّدة إستقبال أفراد عائلة القذافي، وأكد وزير الخارجية الليبي إستقبال عمان للعائلة في إطار لجوء سياسي، تواصل الجزائر تكتمها عن الوجهة التي أخذتها العائلة، في وقت أكتفت مصادر “الشروق” بتأكيد معلومة المغادرة النهائية لترابها، بعدما أقامت في إحدى إقامات الدولة بوهران طيلة فترة تواجدها بالجزائر.
وحسب مصادر “الشروق” فالمؤكد أن عائلة القذافي غادرت إقامة الدولة في وهران، التي خصصت لاستقبالهم، وهي إقامة تتفرع عنها مجموعة من الإقامات المهيأة، وكانت الجزائر -حسب مصادرنا- قد وفرت كل الظروف اللازمة لإقامة هؤلاء مع تأمين ظروف تنقلهم، وحسب مصادرنا فإن العائلة هي من قررت الرحيل، ولم تستبعد مصادرنا أن يكون القرار مستمدا من الضوابط التي وضعتها السلطات الجزائرية لإقامة أفراد العائلة.
ويبدو أن التكتم الذي تعمدته الجزائر بخصوص رحيل عائلة القذافي، كان مرده عدم إحراج السلطات الليبية والدولة المستقبلة للعائلة، إذ بعد أزيد من 5 أشهر من خروج أفراد عائلة القذافي من الجزائر، خرج سفير الجزائر بليبيا وأعلن الأمر، هذا الإعلان الذي صاحبته علامة استفهام كبيرة عن الوجهة التي أخذتها، وعلامة استفهام أكبر عن الأسباب التي جعلت الجزائر تحيط هذه المغادرة بالسرية التامة، ويبدو أن الإجابة جاءت في عمليات الشد والجذب التي صاحبت نبأ استقبال سلطنة عمان للعائلة، ففي وقت فنّدت سفارة سلطنة عمان في العاصمة الليبية طرابلس، أن تكون قد استقبلت عائلة الرئيس الليبي السابق معمر القذافي المقيمة بالجزائر.
وفي بيان صادر عن المكتب الإعلامي للسفارة العمانية، نشرته وكالة الأناضول للأنباء، فإن “السلطات العمانية تناهى إلى مسامعها الأمر استقبال عائلة القذافي، وهو ما تنفيه”، مشيرًا إلى عدم وجود أي اتصال مع السلطات الليبية بهذا الصدد.
بمقابل ذلك نقلت صحيفة “الشبيبة” العمانية، عن مصدر مسؤول في وزارة خارجية سلطنة عُمان، منح عائلة القذافي حق اللجوء السياسي في السلطنة. هذه الخطوة تأتي في سياق ما أسماه المصدر بموقف إنساني، وأوضحت “الشبيبة” عن المصدر قوله “إن عُمان لم تشَأ تسليط الأضواء على عمل يأخذ صفة إنسانية، أو التباهي بهِ أمام الصحافة والإعلام، لاسيما وأن هذه الخطوة تتفق مع فكر وفلسفة السلطنة وسياستها الخارجية”.
وذكرت الصحيفة، أن عائلة القذافي قد توجهت إلى السلطنة، ضمن “اتفاق بين سلطنة عُمان والجزائر وليبيا”، وتم منح أفرادها جوازات سفر دبلوماسية خاصة لتسهيل انتقالهم من الجزائر بعد حصولهم على حق اللجوء السياسي في السلطنة.
وقالت الصحيفة (إن السلطات الجزائرية أبلغت وفدا ليبيا بحصول عائلة القذافي، على عرض بمنحها حق اللجوء السياسي في سلطنة عمان، شريطة عدم ممارسة أي نشاط سياسي أو إعلامي). وأوضحت أن العرض يقتصر فقط على النساء والذكور دون سن الـ18، مما يعني أن العرض يشمل صفية زوجة القذافي وابنته عائشة وأحفاده فقط، لكنه يستثني أبناءه الآخرين.
الشروق