أدب وفن : من خواطر المبدع فريد حسن
الزمان انفو _ هذه خاطرة من خواطرالفنان فريد حسن الباحث السوري وعاشق موريتانيا الذي جاءها قبل عقود مدرسا بمدرسة تكوين المعلمين بالعاصمة نواكشوط وتعرف على نخبتها وتعلم على يديه أشهر الفنانين ومنحته موريتانيا وسام فارس على هامش مهرجان المدن القديمة -في نسخته السادسة _ المنظم بمدينة وادان التاريخية.الزمان انفو تشرك قراءها في خواطر كتبها ويكتبها الفنان فريد من آن لآن وقد تواصلنا معه بهذا الخصوص لبستجيب لعرضنا مشكورا لنبدأ من آخر خاطرة وهذا نصها:
4- الموسيقى في العالم وفي موريتانيا :
لو القينا نظرة الى كل ما حولنا لوجدنا أن الموسيقى تشكل عنصرا مكونا وهاما فيه – فرنين الهاتف السلكي – ورنين جرس الدار – ورنين الهاتف المحمول للتنبيه والتنبيه للايقاظ والتذكير – وكل الاصوات الاخرى التي فيه – كل ذلك موسيقى – اليس منبه ( زمور ) السيارة والقطار والمترو والترام والباخرة هو موسيقى والتي لا يمكن التخلي عنها أو استبدالها بأي منبه من طبيعة أخرى ؟
ناهيك عن الاصوات الموجودة في الطبيعة من صوت الرياح والمطر وخرير الماء أو هديرها – وأصوات الطيور وتغريدها و اصوات الحيوانات الاليفة او المتوحشة ……الخ أليست كلها موسيقى ربانية لا يمكن العيش بدونها ؟
هل يمكن تصور العالم الحديث بلا موسيقى :
لو اننا حرمنا الناس من الموسيقى في بيوتهم وسياراتهم وطائراتهم ومستشفياتهم ومطاعمهم وقاعات الانتظار في محطات السفر – أو تصور لو اننا عرضنا مسلسلا تلفزيونيا او فلما دراميا أو كوميديا أو وثائقيا بدون موسيقى تصويرية – أو أقمنا حفلات خطوبة أو أعراس بدون موسيقى أو غناء ؟
تصور لو ان جماعة مسلحة مكفرة آل الحكم اليها ومنعت التغني بالآذان وكذلك جعلت القرآن بالقراءة العادية وطبقت الامر نفسه على المدائح النبوية والانشاد في المساجد –
كم كان لنشيد الله أكبر عام 1956م أثرا كبيرا في نفوس المواطنين أيام العدوان الثلاثي ونفسية الجنود المقاتلين والانتصار على المعتدين الانكليز والفرنسيين والصهاينة في حرب السويس الذين اعتدوا يومها على مصر – وكذلك نشيد قسما بالنازلات الماحقات في ثورة الجزائر – ونشيد كتائب موريتان في موريتانيا ونشيد ريشة الفن ونشيد في الجماهير تكمن المعجزات ونشيد فرحة العيد ايقظت ذكرياتي- أو نشيد سمراء أو نشيد مسرح المجد أو أغنية زين الشرك وزين كبله وساحل موريتان ؟
كم هي مهمة الموسيقى في حياة البشر :
في هدهدة الام لطفلها الرضيع – وفي غرس القيم في نفوس الاطفال والشباب عن طريق الاناشيد والاغاني الوطنية – وفي بناء عواطف صادقة تجاه الوطن والأم والحبيب ومن أجل التضحية وحب الآخرين – كم هي مهمة لتهدئة أعصاب المتوترين نفسيا – كم هي ضرورية لنوم هادئ ينسي الانسان ما عاناه من تعب جسدي أو نفسي – كم هي ضرورية واساسية في الافراح والاعراس والاحتفالات باعياد الاستقلال والتعبئة اثناء الحروب واستقبال الضيوف الكبار في المطارات ….الخ ؟
كم هي مفيدة :
لمعالجة الامراض النفسية – لتسلية السائق لمسافات طويلة وخاصة في سفر الليل – كم هي مفيدة لزيادة الانتاج عند سماعها من قبل العاملين في اي مجال – حتى في زيادة حليب البقرات عند سماعها لبعض انواع الموسيقى – كم هي ضرورية لنسيان الهموم والتعب ونسيان الاحزان والمصائب ؟
استحالة الغائها :
هل يمكن تصور الغاء الموسيقى من حياة الانسان في وسائل الاعلام والاتصال – هل يمكن تصور اذاعة او تلفزيون أو قناة فضائية بدون موسيقى – ومن بيوت البشر ومكاتبهم وسياراتهم ومن مساجدهم وكنائسهم ومن عيادات الاطباء النفسيين ومن آلات التسجيل والراديو الشخصية – وفي احتفالات الاوطان – والاشخاص في مناسباتهم المفرحة ؟ وفي حروبها والدفاع عن أرضها –
اعتقد ان تصور ذلك فقط يعتبر كارثة لمستخدميها لو طلب اليهم التخلي عنها ؟
وبعد ان رأينا اهمية الموسيقى في حياة الانسان وأنه لا يمكنه التخلي عنها وأن الغناء والموسيقى يدخلان في صلب حياة الانسان وهي كأي دواء أو أداة أو سلاح ذو حدين :
يمكن استخدامها في خير الانسان وصلاحه وإسعاده – كما يمكن استخدامها ملازمة لأمور محرمة وضارة بالأخلاق والقيم كمجالس الخمر والليالي الحمراء – وليست الموسيقى هي المسئولة في ذلك – بل المسئول هو من استخدمها بالشكل المغلوط ؟
والى خاطرة جديدة قادمة أقارن فيها بشكل دقيق بين الموسيقى في العالم وبين مثيلتها في موريتانيا ادعكم بأمان الله وحفظه – دمتم للفنان الباحث فريد حسن