من خواطر فريد حسن
الزمان انفو _ الموسيقى في العالم وفي موريتانيا 7:
في خاطرة سابقة استعرضت اهم ما يتوفر للدولة العصرية من مقومات في مجال الموسيقى :
ولنبدأ فيها كما اوردتها في تلك الخاطرة رقم ( 5 ) ولنستعرض مدى تواجدها في موريتانيا – والتعليق على سبب عدم وجودها -بموضوعية وتجرد – والحديث عن سبب اهمية وجودها في كل الدول – في عالم القرية الصغيرة الذي نحن فيه الآن ؟
1- الموسيقى في خارج موريتانيا :علم مكتوب يدرس في معاهد وجامعات خاصة بالموسيقى – كما يدرس في كل المدارس العامة والخاصة الابتدائية والاعدادية ودور المعلمين حيث يدرسها الصغار والكبار والغني والفقير وكل شرائح المجتمع ؟
اما في موريتانيا فلا هي علم مكتوب – ولا تدرس في معاهد او جامعات ( الا مايدرس في معهد تكوين المعلمين ) – ولا يدرسها الغني ولا الفقير – ولا تدرسها جميع شرائح المجتمع – بل لا يدرسها حتى الايغاون الذين يفترض ان يتخصصوا فيها ( يستثنى من كلامي من خرجوا لدراستها في العراق وهم يعدون على اصابع اليدين ان لم يكن اليد الواحدة وقد كانت دراستهم في معهد أولي وليس معهد عالي أو جامعة ولا تكفي دراسته لتكوين تام للموسيقي ) ؟
2- في البلدان المعاصرة يتم دراسة الآلات الموسيقية والتخصص العلمي في احداها لسنوات عديدة ؟
أما في موريتانيا فلا يوجد من درس العزف على آلة من غير الايكاون – بل من يعزفون على الآلات من الايكاون يتداولون العزف على الآلات من خلال التعلم بالتقليد والمحاكاة ؟
3- في البلدان المعاصرة تتم دراسة الغناء لعدة سنوات وخاصة الغناء الأوبرالي ؟
بينما لا يوجد من درس الغناء بل يتم تعلمه تلقائيا – من خلال سماع الاهل والأصحاب يغنون والحفظ منهم ويقوم بهذا شريحة ايغاون حصرا – أما غيرهم فلا يتجرأ أن يعرض ما لديه حتى لو كان متمكنا من الغناء – وقد قدمت انا عددا من المثقفين من عامة الشعب وليسوا من شريحة إيغاون في حفلاتي التي كنت اقيمها في نواكشوط وغيرها من المدن – حيث غنوا أغان جميلة قلد بعضهم عبد الحليم حافظ – وفريد حسن – وفهد بلان – وذلك بتشجيعي – ورغبة مني ان اكسر تلك القيود المتخلفة -إضافة الى فرقة الانشاد التي كونتها من طلاب معهد تكوين المعلمين حيث سجلنا نشيدا في اذاعة نواكشوط من شعر الخليل ولد نحوي والحاني وهو نشيد يا بناة الغد هبوا للبناء ؟
4- كما توجد في البلدان المعاصرة فرق موسيقية فيها كل الآلات الاساسية – آلات وترية نقرية أو قوسية – وآلات نفخية نحاسية وخشبية – وآلات ايقاعية من فصيلة الطبول أو المخشخشات او المعدنيات – وألات تعمل على الكهرباء أو الألكترون – وموسيقى القرب ( كما في سكوتلندا موطنها الاصلي – أو في اماكن انتقلت اليها كما في الاردن مثلا – علما انها موجودة في كثير من دول العالم ) – وتتواجد هذه الفرق الضخمة في دور الاوبرا – أو الفرق السيمفونية – أو الإذاعة أو وزارة الثقافة – أو النوادي أو الكنائس – أوالجمعيات – أو تكون ملكا لموسيقيين كبار- أو لملحنين أو لمطربين مشهورين ؟
بينما في موريتانيا فتكون عند كل اسرة فنية فرقة صغيرة يعزف الرجل فيها على الكيتار الكهربائي أو التيدينيت أو الطبل ( واخيرا دخل الاورغ الكهربائي عند البعض) – أما المرأة فتعزف على الآردين والطبل والكيتار الكهربائي – وفي فترة مجيئي الاولى كانت والدة بنات النانا تعزف على الكمان بطريقة العزف على الربابة – وقد استخدم بعض الفنانين العود على طريقة العزف على الكيتار وهم يعدون على اصابع اليد الواحدة ايضا – كما استخدموا الكيتار الاسبانيولي في البدايات كما عند المرحوم سيداتي ولد أب – ومحمد الميداح – والحضرامي ولد الميداح –
والى اللقاء في خاطرة قادمة نكمل فيها البحث في الموسيقى العالمية مقارنة بالموسيقى الموريتانية
دمتم للفنان الباحث فريد حسن