من خواطر فريد حسن
الزمان انفو_الموسيقى في العالم وفي موريتانيا 8:
نتابع في حديثنا عن الموسيقى العالمية مقارنين بينها وبين الموسيقى في موريتانيا الى ان يحين الوقت الذي سنتحدث فيه عن الوسائل التي يمكن ان تقربنا من العالمية – والقريبة المنال منها والبعيدة المنال منها ؟
1- في جميع بلاد العالم دون استثناء اية دولة – يقوم كل ابناء المجتمع بالمشاركة في تعلم الموسيقى وممارستها والغناء لكل من لديه رغبة أو موهبة – بل يبذل الاهل والمدرسة والمجتمع ومؤسسات المجتمع بكاملها جهودا كبيرة وتقف مع أية موهبة لاظهارها وتطويرها ؟
بينما في موريتانيا فإن جانب الغناء والموسيقى تقوم به شريحة اجتماعية تشكل نسبة لا تكاد تذكر الى عدد السكان – اما باقي افراد الشعب فلا يجوز لهم ان يفكروا في الموضوع – وقد يخطر ببال شاب او فتاة ان يخرق هذه القاعدة وعندها سيفتح على نفسه ابواب جهنم من اسرته وعشيرته ولذلك يبتعدون اساسا عن التفكير في الموضوع ؟
2- في جميع انحاء العالم تم تطوير الآلات المتوفرة لديهم بما يتناسب مع متطلبات العصر ولنضرب مثلا العود تطور منذ ايام الفارابي الذي اضاف له وترا خامسا واستخدم ريشة النسر في العزف ثم اضيف اليه في القرن العشرين وتر سادس – واضيفت له الفسيفساء الدمشقية – وغيّر البعض مفاتيح الدوزنة فجعلوها معدنية بدلا من الخشب لتقاوم تغيرات المناخ فلا تتأثر سلبا بالموضوع – كما تم الانتقال من الاوتار المصنوعة من امعاء الغنم الى الاوتار المصنوعة من النايلون والنحاس – كما تفنن الكثيرون بالشكل فهذا جعل له بطنا مسطحا كالكيتار وذاك جعل بطنه كبيرا أو صغيرا ……الخ وهذا ينطبق على كل الآلات كالأورغ الذي صار كهربائيا بعد ان كان نفخيا وكذلك الكمان التي تطورت عن آلة كانت تشبة الربابة حتى صارت بهذا الشكل الجميل – وكذلك البيانو – وآلات النفخ الخشبية والنحاسية – وكذلك الطبول والآلات الايقاعية كلها شهدت وتشهد باستمرار تطويرا وتحسينا في الاداء والشكل والمواد التي تصنع منها ؟
واذا انتقلنا الى موريتانيا فالآلات بقيت كما ورثها الفنانون من الاجداد – اللهم الا ما دخل على موريتانيا من آلات اجنبية كالكيتار الكهربائي والاسبانيولي – ثم الاورغ الكهربائي في الثلاثين سنة الاخيرة ( يستثنى من الأمر : فرقة الجيش الموسيقية فآلاتها حديثة وعصرية ) ؟
3- في المجتمعات الدولية يتم الفصل بين الفولكلور وبين الحداثة : حيث يتم الحفاظ على الفولكلور وقد يتم تلميعه ببعض الرتوش التي لا تغير في الجوهر دون ان يفقد الاصالة – أما في جانب الحداثة فتتسابق دول العالم الى مجاراة كل جديد نغما كان أو ايقاعا – أو آلات موسيقية كان أو أجهزة تسجيل أو أجهزة تكبير للصوت – والمتابعة في تطوير هندسة الصوت وامتلاك الاجهزة الحديثة التي تقدم تحسينات للعملية الفنية باسرها – وخلال التفاعل الانساني تتأثر كل انواع الموسيقى العالمية من بعضها فتاخذ من غيرها وتعطي لغيرها ليكون الناتج مقبولا على مستوى العالم بل تجد اذابة للفوارق لتكون الموسيقى هي اللغة العالمية الوحيدة والمشتركة فعلا دون منازع ؟
وفي موريتانيا : الفولكلور موجود وقد حافظت عليه شريحة ايغاون ويجب ان لا ينسى فضلها في ذلك – وقد وجدت عند المرحوم سيدي احمد البكاي ولد عوا والمرحوم سيداتي ولد آب والمرحوم الجيش ولد آب جذورا تقترب من الموسيقى العربية في الاندلس وموسيقى المشرق العربي – أما في جانب الحداثة والمعاصرة فالواقع مؤلم لاسباب كثيرة يجب تخصيص اكثر من خاطرة حتى نأتي عليها جميعا وسأتطرق الى ذلك بالتفصيل بإذن الله ؟
مع تحيات الباحث الفنان فريد حسن