من إرشيف الدبلوماسية
الزمان انفو_ كتب سيداحمد الأمير:
خلال سبع سنوات بعد استقلال بلادنا سنة 1960 تولى خمسة سفراء حقيبة سفارة بلادنا في باريس في عهد الرئيس الفرنسي الأسبق الجنرال ديغول، وهم: السيد مامادو توري وقد قدم أوراق اعتماده في 6 يوليو 1961 (الصورة الأولى)، والسيد بكار ولد أحمدُّ وقد قدم أوراق اعتماده في 29 أكتوبر 1962 (الصورة الثانية)، والسيد عبد الله ولد داداه وقد قدم أوراق اعتماده في 29 فبراير 1964 (الصورة الثالثة)، والسيد يحيى ولد منكوس وقد قدم أوراق اعتماده في نهاية 1966 (الصورة الرابعة)، وأخيرا أحمد بن الشيخ بن جدُّه وقد قدم أوراق اعتماده في 8 يوليو 1967 (الصورة الأخيرة).
ولد مامادو توري سنة 1926 بكيهيدي ودرس بمدرسة أبناء الشيوخ بسان لويس، وكان أول سفير لموريتانيا بفرنسا، قبل أن يلتحق بالبنك الدولي 1967. وقد تخلى عن جنسيته الموريتانية ليصبح سنغاليا ويعين سنة 1981 وزيرا في حكومة الرئيس السابق عبدُه ديوف. وقد توفي في 28 ديسمبر 2017 بدكار. وينبغي ألا نخلط بينه وبين أخيه مامادو راسين توري الذي كان أول تلميذ موريتاني يحصل على شهادة البكالوريا ببلادنا وقد تحدث عنه الرئيس السابق المختار ولد داداه في مذكراته وكيف كان دليله في باريس أيامه الأولى بتلك المدينة الكبيرة، وكان راسين توري، الذي تخرج من فرنسا دكتورا في الطب، من أبرز وجوه سياسيي الضفة التي حضرت مؤتمر ألاگ سنة 1958 الداعين إلى أن يكون نظام بلادنا نظاما كونفدراليا. كما كان راسين توري أول سفير موريتاني في المانيا بعد الاستقلال. وقد كان وزيرا للتخطيط والتنمية الريفية حتى سنة 1972 حيث سعى الرئيس ولد داداه إلى تعيينه موظفا ساميا في الأمم المتحدة. إلا أنه تخلى عن الجنسية الموريتانية وتجنس سنغاليا واختار البقاء في السينغال شأنه في ذلك شأن أخيه مامادو توري.
أما السيد بكار ولد أحمدُّ أطال الله عمره فكان الوجه الدبلوماسي المؤثر والإطار المؤسس الكفؤ الذي عاصر نشأة الدولة الموريتانية. وفي سنة 1956 دخل أول برلمان موريتاني في ظل الإستعمار الفرنسي ليكون بعد ذلك ضمن اللجنة المحضرة لعيد الإستقلال. وكان سفيرا ووزيرا وإطارا في هيئات دولية عديدة. فهو أول سفير لموريتانيا في تونس وثاني سفير لها في باريس.
أما عبد الله بن داداه فهو الوزير المتميز والإطار الكفؤ وهو الأخ غير الشقيق للرئيس المختار، وقد شغل مناصب سامية في الدولة الموريتانية، كوزير وسفير ومدير لبعض المؤسسات العمومية، قبل أن يلتحق بسلك الموظفين الدوليين بأوروبا. وقد توفي في مايو 2008 عن عمر تجاوز السبعين عاما.
وكان يحيى ولد منكوس مد الله في عمره أحد مؤسسي الدولة الموريتانية، وهو من ضمن الشباب الذي أسسوا حزب النهضة ذا التوجه التحرري. وقد أقيل من منصبه سنة 1966 لما كان وزير الإعلام، ليتم بعد ذلك تعيينه سفيرا في فرنسا. وقد تولى مناصب عديدة بعد ذلك وزيرا ونائبا ومدير الأمن العام وغيرها. وقد كتب مذكرات تحت عنوان “مسار حافل بالتقلبات” تشهد على فترات هامة من تاريخ بلادنا.
وكان أحمد بن الشيخ بن جدُّه الكاتب العام لمجلس الوزراء في أول حكومة بعد الاستقلال. وقد دخل السلك الدبلوماسي سفيرا فمثل البلاد في المحافل الدولية وفي عواصم بعض البلدان. وهو الأخ الأصغر السياسي المحنك والدبلوماسي الشهيرمحمد ولد الشيخ ولد جدُّه الذي كان من بين الآباء المؤسسين لبلادنا. وأحمد بن الشيخ بن جده مؤرخ ثقة ومثقف من الطراز الأول زله كتابات بعصها في الشبكة.