الشيخ يب ولد محمد محفوظ ولد الطالب أحمذو يؤلف في العدالة والتكافل الاجتماعي في الاسلام
“العدالة والتكافل الاجتماعي: نماذج وشواهد من التاريخ الاسلامي” عنوان كتاب من تأليف الشيح: يب ولد محمد محفوظ ولد الطالب أحمذو الشنقيطي باحث شرعي في اللجنة الاستشارية العليا التابعة للديوان الأميري وتعمل على مراجعة القوانين الكويتية طبقا للشريعة الاسلامية ، يتألف الكتاب من 194 صفحة تعرضت بالتفصيل للعدالة الاجتماعية في الإسلام مبرزة الأدلة والشواهد بأسلوب سلس جمع ما بين أصالة النص الشرعي ومتطلبات المعاصرة.
لقد عمل الباحث على تقديم خلاصة لرؤية الشريعة الاسلامية للكثير من القضايا التي يظن البعض كسلا أو جهلا أنها قد تجاهلتها أو كرستها، مبرزا مفهوم العدالة الاجتماعية في الاسلام ومرتكزاتها التي تعتمد في الأساس على المساواة، كمظهر أدبي وخلقي سواء من حيث المساواة في العبادات والمساواة في الحياة العامة. وكذلك المساواة كأصل تشريعي وتشمل المساواة أمام القانون(سيادة القانون)، المساواة أمام القضاء.
كما تطرق الكتاب للمساواة في الحقوق وتشمل: حق التعليم وحق الرعاية الصحية وحق التوظيف والحقوق المالية. وتطرق بالتفصيل لمفهوم الحرية بشقيها المعنوي كالحرية في الاعتقاد والحرية في الرأي، والشق الثاني المتمثل في: حرية التملك وحرية التنقل.
وفي المحور الثالث ناقش الباحث محور التكافل الاجتماعي من خلال النقاط التالية: مفهوم التكافل الاجتماعي ومكانته في الإسلام وإبراز صور خالدة من التكافل الاجتماعي وأثره على استقرار المجتمع. وخاتمة تتضمن أهم النتائج والتوصيات .
لقد كان الكتاب روضة علم وشرح مفصل لموقف الشرع من كل القضايا المطروحة حاليا، خاصة قضية المساواة، التي تطرح اليوم عند كثير من المنظمات الحقوقية في بلادنا، وأثارت جدلا كبيرا ما زالت تداعياته ماثلة في واقعنا اليوم، من خلال تصريحات المناهضين للعبودية.
فقد اعتبر الشيخ يب أن الاسلام ضرب أكبر مثال للمساواة، حارصا في زمنه صلى الله عليه وسلم والتابعين من بعده، على نشر العدل بين الناس، حيث أصر في بعض الاحيان على استدعاء الناس ودعوتها لأخذ حقها منه قائلا لهم:”ألا إنه قد دنا مني حقوق بين أظهركم ، فمن كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد مني،ألا ومن كنت شتمت له فهذا عرضي فليستقد منه، ألا لا يقولن رجل إني أخشى الشحناء من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا وإن الشحناء ليست من طبيعتي ولا من شأني، ألا إن أحبكم إلي من أخذ مني حقا إن كان له، أو حللني فلقيت الله وأنا طيب النفس”.
مبرزا أن النبي (ص) – وهو القدوة لمن يأتي بعده- مثالا رائعا أراد أن يكون منهجا في المساواة أمام القانون. وهو يمنع استثناء أي أحد من قانون العقوبات ولو كانت ابنته. مبينا في الكتاب مواقف مشهودة من تلك الوقائع، في عهد النبي والصحابة من بعده.
إنها وثيقة نادرة تعالج جميع قضايا اليوم، ننصح القارئ المسلم بقراءتها، فقد كان لسعة علم الباحث وقدرته على الجمع والاستنباط أن قدم لنا رؤية جامعة وشاملة للعدالة والتكافل الاجتماعي في الاسلام التي تجعل منها أحد المقومات الأساسية لبناء المجتمع المسلم انطلاقا من رؤية الفرد والمحافظة عليه من خلال توفير حاجاته الروحية والجسمية. وللكاتب عدة بحوث منها:
– العرف بين تفسير النصوص وتطبيقات الأحكام الشرعية
– مسقطات القصاص بين الفقه والقانون
– هل الأمر بالشيء نهي عن ضده
– اجتماع العقود المالية وتطبيقاته المعاصرة
– العدالة الاجتماعية نماذج وشواهد من التاريح
وستقوم وكالة المستقبل إن شاء الله في الأيام القادمة بنشر الكتاب في شكل حلقات تعميما للفائدة.