استهانتكم بالشارع هي ضعفكم القاتل / سيدي علي بلعمش
الزمان انفو _
يوما بعد يوم يتأكد أن الإصلاح في موريتانيا عملية مستحيلة لسببين معقدين : خيانة الامن و فساد القضاء . كل الأمور الأخرى يمكن أن توجد لها حلول.
خيانة الأمن يمكن علاجها بسهولة ـ إذا أرادتها السلطة ـ، لأن إدارة الأمن تعرف كل الموالين لولد عبد العزيز الذين ترونهم ينكلون يوميا بالمتظاهرين و هم بعض المفوضين و كل قادة سرايا حفظ النظام.
أما فساد القضاء فلا يمكن علاجه إلا في حالة واحدة ؛ أن يتم استجلاب قضاة من الدول الشقيقة و الصديقة و التخلص نهائيا من هذه العصابة المريضة التي تربت منذ دخولها مكاتب الدولة، على الرشوة و المحسوبية مقابل تنفيذ جرائم النظام : لقد سبق للسنغال أن سرح جهاز الشرطة برمته و هو أضخم بكثير و لم يحدث أي شيء، لأنه لم يكن يعمل للدولة و إنما كان يعمل لنفسه تماما مثل القضاة في موريتانيا.
سترون جميعا أن هذه الحملة الواسعة و الرائعة على الأدوية المزورة التي تم تحديد كل مصادرها و القائمين عليها و تحرك فيها الجميع لكشف بشاعتها و إجرام أصحابها ، ستتحول إلى سوق سمسرة في أروقة القضاء لا يخسر فيها إلا الأغبياء ..
يبدو أن الكثيرين لا يستشعرون خطر ما يحدث في موريتانيا اليوم : إن ثورة المدونين الرائعة تحرك الآن كل شيء في البلد و تكسب كل يوم مصداقية أكثر عند الناس بما تثير من قضايا وطنية جادة و ما تفضح من فساد تجاوز كل الحدود ، بالأسماء و الأرقام و التواريخ، في حين تتجه بوصلة النظام إلى معارشطضة متجاوزة تماما مثله (النظام) لم يعد أي منهما يقنع الشارع و لا يشكل أملا للتغيير.
و قبل أن تنزل الناس إلى الشارع ـ كما يحدث الآن في أماكن كثرة عربية و غير عربية ـ مطالبة بتغيير شامل لا بالإصلاح : سقوط النظام حل البلمان و محاسبة المفسدين بلا استثناء و لا رحمة، أنصح النظام أن يبادر إلى الانضمام لهموم الشارع و حل ما يمكن من مشاكل البلد الغارق في الفساد ، لأن الناس هذه المرة إذا نزلت إلى الشارع لن تجدوا من تفاوضونهم و لن تستطيعوا صد المتظاهرين بالقوة : إن استهانتكم بالشارع هي ضعفكم القاتل لكن يبدو أنكم لن تفهموها إلا بعد فوات الأوان.