لماذا عاد عزيز و لماذا لا يعود !؟
الزمان انفو- ل
كتب / سيدي علي بلعمش:
يتم دخول كل الدول الاوروبية بتأشيرة واحدة مدتها ثلاثة أشهر (90 يوما)، بعدها يكون على أمثال حالة الملياردير عزيز أن يخرجوا أو يصرحوا بممتلكاتهم و يدفعوا الضرائب و تفاديا لهذا عاد في هذا الوقت بالضبط أي بعد ثلاثة أشهر.
ـ يعود عزيز ثانيا في هذا الوقت، لحل مشاكل UPR الذي كان يعتبر القاعدة الأساسية لتنفيذ مخطط الهيمنة الجديد، فقد تم ترتيب كل شيء قبل “ذهاب عزيز” بما يوحي للمتشبثين بالتغيير بان غزواني هو رجله و يؤكد للمتشبثين بعزيز بأنه المتحكم الفعلي في كل شيء . كان الحفاظ على التوازنات المقنعة في هذه اللعبة يتطلب انضباطا عاليا في UPR و برلمان شبيكو و مهارات كبيرة في التمثيل لم يستطع غزواني “أداءها” لأن عزيز لم يسمح له بمساحة كافية للتحرك بحرية ليكون أكثر إقناعا.
و لأن عزيز يحتكر قيادة UPR كما يحتكر قيادة النظام ، فتح تركه (UPR) بقيادة مؤقته في انتظار مؤتمره، أبواب صراع لن تستطيع أي جهة سدها لأنه لا يقوم على مبادئ و لا برنامج و لا أي تجربة تنظيمية أخرى معروفة في تاريخ البشرية. و لا يمكن اليوم إعادة تنظيم UPR إلا بالمال و هي معضلة كبيرة في الوقت الراهن : ولد الغزواني لا يملك هذا المال لأنه وجد الدولة خاوية على عروشها و لا أحد يتجرأ على مواجهة عزيز بالأمر لأن قضايا المال لا يتقبل طرحها عليه و لا إشراك أي أحد فيها.
تفكك UPR اليوم يشبه انقلاب شاحنة تحمل مواد فاسدة للسوق ، يرتاح له الشعب الموريتاني و يتمناه الجميع لكن هذه الشاحنة ستسد الطريق لبعض الوقت و بما يكفي لتأكد الجميع من خطورة حمولتها الهادفة إلى إبادة ما تبقى من هذا الشعب.
ـ يعود ولد عبد العزيز اليوم ليتم تكريمه و توشيحه في ذكرى عيد استقلال البلد الذي دمره و مسخه و غير رموزه (النشيد الوطني، العلم الوطني، العملة الوطنية، بلوكات، سونمكس، اسنيم…)
ـ و يعود ولد عبد العزيز اليوم ليؤكد لولد الغزواني أنه يحتقر هذا الشعب و يؤكد للشعب أنه يحتقر ولد الغزواني : كل من “خانوا عزيز” مكر بهم : معاوية، أعلي ولد محمد فال، سيدي ولد الشيخ عبد الله و على ولد الغزواني أن يستعد لمكره إذا حاول خيانته : هذا ما جاء بوضوح في رسالته التي حمَّلَ بها ولد حدمين. و لا يمكن أن يعلنها الأخير بالخطأ لأنه يعرف عزيز لكنه فعلها في شكل تسريب لكي لا تكون رسمية و لن يكذبها في نفس الوقت ـ كما ينبغي ـ لأن هذا ما يجب أن يتذكره في كل لحظة و يسمعه و يفهمه ولد الغزواني : كل ما تقوم به هذه العصابة مرتب و منظم و دقيق ..
يقول المتكلمون إن من أصعب الأمور في هذه الدنيا شرح البدييات:
بعد ثلاثة أشهر من “توليه الحكم” ، ما زال ولد الغزواني يتمسك بكل طواقم ولد عبد العزيز :
ـ قيادات الأركان الحاليون عينهم عزيز
ـ قادة المناطق العسكرية عينهم عزيز
ـ الوزراء الحاليون بين من عينهم عزيز و من أمر بتعيينهم من بقايا الأوفياء له
ـ الولاة الحاليون عينهم عزيز
الحكام الحاليون عينهم عزيز
ـ قادة سرايا حفظ النظام المستعدون لقتل كل من يخرج في أي تظاهر، عينهم عزيز
ـ الأمناء العامون و المدراء الحاليون عينهم عزيز
المساحة البسيطة التي ترك عزيز لغزواني كانت في تعيين مستشارين إذا حضروا لا يسألوا و إذا غابوا لا يسأل عنهم . و قد أكدت لي أكثر من جهة أن أكثرهم بلا مكاتب.
لقد مر ما يكفي من وقت ليفهم الجميع أن ولد غزواني مجرد لعبة في يد عزيز و على من لا يصدقها أن يفهم على الأقل أن غزواني إما غير مؤهل لقيادة دولة و إما شريك وفي في لعبة سيطرة عزيز على هذا البلد المدمر.
* قبل يومين فقط ، صرح ولد الغزواني بأن عائدات الغاز سيتم توزيعها على المواطنين بإنصاف . و قد قال مسؤولون كبار في كوسموس و BP ، إن الأوامر صدرت لهم بالقيام بزيارة مجاملة لولد الغزواني بعد توليه الحكم ، لكن تعاملهم ما زال ـ حصريا ـ مع ثلاث جهات في البلد : ولد عبد العزيز ، وزير النفط ولد عبد الفتاح و مدير موريلوغ ولد أياه ؟؟؟
و قال هؤلاء المسؤولون لمحدثيهم ، إن الوضع في موريتانيا يفرض عليهم التعامل مع الواقع بكثير من “الترقب و الحذر !! ”
* قفز ولد الغزواني على توزيع الغاز الذي قد يأتي بعد سنتين و قد لا يأتي(…) ، مفهوم جدا ؛ فهو لا يستطيع الحديث عن مشكلة اسنيم و لا يستطيع فتح ملفات فساد سونمكس و إينير و الموانئ و المطار و الشركات الوهمية و لا يستطيع فتح تحقيق في جريمة الشيخ الرضاء و لا يستطيع الحديث عن حالة إفلاس البلد ، فكان من السهل أن يقفز على مشروع الغاز الذي أؤكد له و لكم أنه حين ظهوره ـ إذا ظل ظلا لعزيز ـ سيكون آخر من يعلم عنه و أبعد من يتكلم عن أمور الحكم..
* الحديث اليوم عن رئاسة ولد الغزواني أصبح متجاوزا حتى ممن كانوا يؤمنون به بصدق و يراهنون عليه . و خلافه مع ولد عبد العزيز تكذبه كل “شواهد الامتحان” و الألاعيب التي تتم من وقت لآخر ـ للتلاعب بعقول الناس ـ بتعيين شخص أو تحييد آخر ، أصبحت مكشوفة للجميع..
كل ما يقوم به غزواني منذ وصوله الحكم حتى اليوم هو تبييض ولد عبد العزيز و التغطية على جرائمه: خطابه في أمريكا و خطابه في روسيا لا يتحدثان إلا عن عبقرية عزيز و تميز عشريته ، خطابات حملته مقززة و مهينة بسبب الثناء على عزيز و تكيبر و اليوم يستعد لمنحه أكبر وسام شرف في البلد في 28 نوفمبر.
لكن الشعب الموريتاني أصبح يدرك كل الحقائق و خطاب التمرد و الانفلات ينضج يوما بعد يوم و بغزواني أو بدونه سيتم سجن ولد عبد العزيز و عصابته و مصادرة ممتلكاتهم و سيعود كل حق لصاحبه و سيبقى الخزي و العار لمن ارتضوه و خانوا وطنهم و شعبهم و دينهم ..