خالد شيخ محمد : المحاكمة في جوانتانامو «غيرعادلة»
خرج المتهمون باعتداءات 11 سبتمبر 2001 عن صمتهم، الإثنين، لدى مثولهم أمام القضاء العسكري الإستثنائي في جوانتانامو في جلسة ندد فيها العقل المدبر للهجمات خالد شيخ محمد بغياب «العدالة» عن هذه المحكمة.
وتهدف جلسة الاستماع والتي تستمر 5 أيام إلى التحضير للمحاكمة التي من غير المرجح أن تبدأ قبل عام على الأقل يضاف إلى الأعوام الـ 11 التي مرت حتى الآن منذ وقوع الاعتداءات ثم القبض على المتهمين ثم المحاولات الحثيثة التي بذلتها إدارة «أوباما» لإجراء المحاكمة في مانهاتن وليس في هذه القاعدة العسكرية الأمريكية في كوبا. وفي مستهل جلسة الاستماع قال خالد شيخ محمد، الذي يعتبر العقل المدبر للاعتداءات والذي أكد مسؤوليته عنها «من الألف إلى الياء»، «لا أعتقد بوجود أي عدالة في هذه المحكمة». واختار الباكستاني البالغ من العمر حاليا 47 عاما والذي ارتدى دشداشة بيضاء تعلوها عمامة وأرخى لحية طويلة محناة، أن يرد على أسئلة القاضي العسكري على الرغم من حقه في التزام الصمت. وخلال الجلسة التي استمرت 5 ساعات، جلس خالد شيخ محمد والمتهمون الأربعة الباقون على مقاعد منفصلة ولكن غير متباعدة كثيرا، ما مكنهم من التهامس بين الحين والآخر، والمتهمون هم اليمنيان وليد بن عطاش ورمزي بن الشيبة والسعودي مصطفى الحوساوي والباكستاني عمار البلوشي، وقد ارتدوا جميعا دشداشات تقليدية واعتمروا عمامات بيضاء. وخلال الاستراحة لم يتوان أحد المتهمين عن بسط سجاد الصلاة على أرض المحكمة وتأدية الصلاة في حين كان تسعة من أقارب ضحايا الاعتداءات يتابعون الجلسة خلف زجاج عازل. وهؤلاء المتهمون الخمسة «البالغو الأهمية» معتقلون في جوانتانامو تحت حراسة أمنية مشددة وقد ظهروا، الإثنين، في أول جلسة لهم امام المحكمة منذ 5 شهر أكثر تفاعلا مما كانوا عليه في جلسة تلاوة الحكم في 5 مايو. وبعد محاولة فاشلة لمحاكمتهم في 2008 تحدى يومها خالد شيخ محمد والمتهمون الأربعة الباقون القاضي جيمس بول برفضهم الرد على أي من أسئلته. وتعليقا على هذا التفاعل مع المحكمة قال جيمس كونيل محامي الدفاع عن «البلوشي» أنه «في مايو كانوا يعتمدون المقاومة السلمية اليوم شاركوا ولكن هذا لا يعني أنهم يعترفون بشرعية هذه المحكمة». وخلال الجلسة اختار خالد شيخ محمد الذي تلقى دروسه في الولايات المتحدة ويتحدث الانجليزية بطلاقة، أن يرد على أسئلة القاضي باللغة العربية، وذلك خلافا لابن شقيقه البلوشي الذي يطلق عليه أيضا اسم علي عبد العزيز علي. وعندما سأل القاضي «البلوشي» عما إذا كان يعلم أن الإجراءات المتعلقة به ستتواصل بغيابه في حل فر من السجن، رد «البلوشي» بتهكم أنه «سيترك ملحوظة» في زنزانته بجوانتانامو. ولم يغب التهكم عن «بن الشيبة» الذي علق على سؤال القاضي بالقول بالانجليزية «فرار من السجن؟». أما السعودي «الحوساوي» المتهم بأنه المسؤول عن تمويل هجمات 11 سبتمبر فقال خلال الجلسة إنه أبلغ «قبل ساعة واحدة فقط من الإنطلاق» بموعد الجلسة. ووافق القاضي على طلب تقدم به فريق الدفاع عن المتهمين يقضي بالسماح لهم بعدم حضور المناقشات اعتبارا من الثلاثاء. وعليه سيغيب «الحوساوي» عن جلسة الثلاثاء، بحسب محاميه، ولكن هذا الطلب اعترض عليه ممثل الإدعاء العام بقوة. وقال المدعي العام مارك مارتينز إن «ما من محكمة أقرت بحق التغيب عن الجلسات». واتخذ القاضي قراره بعدما أصر أحد محامي الدفاع على «الحديث عن التعذيب» الذي تعرض له المتهمون خلال فترة اعتقالهم على مدى 4 سنوات ونصف. وقال الكابتن مايكل شوارتز، المحامي العسكري، عن «بن عطاش» قريب أسامة بن لادن والذي كان مسؤولا عن معسكري تدريب في أفغانستان تدرب فيه 2 من المجموعة التي خطفت طائرات 11 سبتمبر، إنه «يجب الحديث عن الترهيب الجسدي والعاطفي» قبل أخذ القرار بشأن حضورهم الجلسات أو عدمه، لكن القاضي رفض الاستماع إلى «حجج بدون أساس». ومع 11 طعنا من أصل 15 مخصصة للرقابة، تتواصل الجلسة، الثلاثاء، حول رفع السرية التي تريد الحكومة إبقاءها على إفادات المتهمين، وذلك بسبب أعمال التعذيب التي يقولون إنهم تعرضوا لها في سجون وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه». ويواجه المتهمون عقوبة الاعدام في حال إدانتهم بتنفيذ هجمات 11 سبتمبر التي قتل فيها 2976 شخصا. وتخضع جميع الوثائق والاتصالات بين المحامين والموكلين إلى الرقابة. أ.ف.ب