ولد بلعمش: موريتانيا تخرج من كارثة طبيعية
الزمان انفو ـ كتب سيدعلي بلعمش: تماما مثل بقايا الزلازل و الإعصارات ، تخرج موريتانيا اليوم من كارثة طبيعية (غير طبيعية) ، باثنتي عشر درجة على مقياس رختر (هي عدد سنين اختطافها) :
– آلاف الأسر المشردة (الرضا)
– المجاعة بكل مظاهر بؤسها
– عسكرة الجميع في الشارع في انتظار المجهول
– سيطرة أجواء الترقب و الحذر
لقد كان هذا الحقير ظاهرة تدميرية لم تعرف البشرية لها مثيل .
كنّا واثقين حد الغرور ، أن عجلة الزمن لا تدور لصالحه و أن لحظة حسابه مجرد مسألة وقت .
لكننا كنّا بحاجة إلى كارثة بحجم بشاعة عشرية الشؤم لنستفيق من غفوتنا .. لنراجع حقارة أنفسنا .. لنتخلص من أنانيتنا و استعداد عقولنا الضعيفة للانخداع و الخداع و التقوقع و التموقع و التزلف و التحايل و التمايل على معزوفة الموت و التحليق حول نيران نهايتنا .
كان المشؤوم تحذيرا إلهيا واضحا لشعب أدمن الفساد و النفاق و الفسوق و العقوق و الفجور و الكذب و المكر و التمظهر و التبجح و السخافة و الدناءة.
كنّا بحاجة لعشرية الشؤم و الإذلال لنفهم قيمة الوطن و خطورة الاستهتار بمصيره
كنّا بحاجة إلى صعقة كهربائية بحجم زلزال لنستعيد نعمة الشعور بالذنب المهدورة.
اليوم أدرك الجميع أن الزمن تغير .. أن الفساد لا يخدم إلا نظاما غبيا .. أن النفاق لا يغر إلا وضيعا شقيا…
كنّا نحتاج إلى طعنة في القلب بحجم خجلنا من قيادة عزيز ، لنفهم قيمة الحياة و معنى الشرف ..
كنّا بحاجة إلى هذه المأساة كي لا نظل آخر مجتمع على وجه الأرض تقوده حثالته.
لقد سقطت شجرة زقوم عزيز لكن سحب عروقها الحية، الضاربة في الأعماق ، تحتاج معركة أخرى لاجتثاث هذا السرطان النهم.
دمتم بخير