لنسمح بإنطلاق القطار
الزمان انفو _ كتب سيدي محمد بن جعفر :
انتخب ولد الشيخ الغزواني، بأصوات مواليين حزبين ومعارضين لسابقه ومستقلين وحتى غير مهتمين أصلا بالشأن العام ، فقد سئم الناس من الجدل العقيم، والاحتقانات والبذاءات، واشرأبت الاعناق لدولة يجد فيها المواطن الدفء والحنان الذي يفتقد،دولة متصالحة مع نفسها، تحترم للكل خياراتهم ، وتنظم بالقانون وحده العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
كان ولد الشيخ الغزواني أكثر اقناعا للأكثرية التي وجدت فيه الخصال التي تبحث عنها بين من تقدموا لشغل منصب رئيس الجمهورية.
فاز ولد الشيخ الغزواني بنتيجة جد منطقية ، اقنعت منافسيه قبل داعميه، فلم يثوروا كما هي العادة، بدء مأموريته بخطى وئيدة لكنها واعدة وواثقة ، وتدحرج القطار المحمل بأثقال إرث ثقيل يختلط فيه السياسي بالاجتماعي والثقافي والاقتصادي وحتى العشائري ، في بلد متخم بمعادن لا تحتاج تنقيبا ولا تكنولوجيا معقدة ومتطورة حتى تٌكتشف، عواصف الصحراء العاتية كشفت عن المعدن الأصفر الخالد (الذهب) ، وقذفت الهضاب بأثقالها وما تخبأ من أحجار كريمة وأخرى ثمينة، ومع ذلك نحن من أفقر شعوب العالم؟ فقراء حد الشفقة، ولا يلوح في أفقنا وميض برق أمل ،كتلك البروق التي عاش عليها أسلاف البعض منا قبل مئات السنين، إنه وضع صعب.
كثيرون يعلقون آمالا كبيرة على الرئيس ولد الشيخ الغزواني لعلهم يجدون جرعة ماء صافٍ تطفئ الظمأ، أو لقمة صائغة تعيد الابتسامة لشفاه شواحب.
هذا الأمل المنتعش المستبشر بالرئيس الجديد نتمنى أن لا يعكره علينا صيادو المياه العكرة، بجدلهم العقيم ونفاقهم الدفين وتملقهم المعهود، إن علاقة الرئيس الشخصية “جداً” بسابقه أمر جد شخصي لا يعني أحداً لأنه ليس هماً وطنيا.
نريد أن يتفرغ الرئيس لمشاكلنا الكبرى ، ويعالجها بحكمة ومرونة حتى لا ينزلق بلدنا في أتون المآسي التي انزلق فيها الجيران الاقربون بسبب اهتمام نخبهم بالشكليات والوشايات ، لنسمح لقطار التنمية بالانطلاق ولنساعد الرجل في تنفيذ برنامجه الانتخابي الواعد بعيدا عن مزايدات سياسيين بدأت نجومهم بالأفول غير مأسوف عليها.