القاعدة تنفي مقتل “أبو زيد”
الشروق أونلاين: نفى فى بيان منسوب للتنظيم الإرهابي “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، نبأ مقتل أمير منطقة الصحراء الكبرى وقائدها الميداني عبد الحميد أبو زيد، الذي أعلنت فرنسا رسميا القضاء عليه نهاية شهر فيفري الماضي، على يد قواتها في عملية عسكرية مشتركة مع القوات المالية والتشادية في شمال مالي.
وجاء في بيان للهيئة الاعلامية للتنظيم الإرهابي، نشره موقع أمريكي مختص في شؤون القاعدة والتنظيمات الإرهابية، أن إعلان الرئيس الفرنسي عن مقتل أمير منطقة الصحراء الكبرى، وتعيين “أبو الهمام” خلفا له لم يكن سوى أكذوبة لإيهام الفرنسيين بتحقيق نصر ميداني بمالي، يعيد لهم الثقة المفقودة داخليا وخارجيا، بعد تدني شعبية الرئيس الفرنسي، وحزبه الغارق في الفضائح المالية والأخلاقية ـ على حد تعبير أصحاب البيان ـ.
وتعد هذه المرة الأولى التي ينفي فيها تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” رسميا خبر مقتل المدعو “أبو زيد”، دون أن يوضح سبب تأخره في نفي الخبر، إلا أن البيان اكتفى بالقول إن “يحيى أبو الهمام”، كان يتولى إمارة الصحراء دون أن يعلّق على الأنباء التي تحدثت بقوة عن مقتل القائد الميداني للتنظيم الإرهابي “عبد الحميد أبو زيد”.
وقالت “القاعدة” في بيانها إنه لا صحة لمقتل قائدها عبد الحميد أبو زيد، وأضافت “أمام هذه المغالطات الفرنسية نطمئن أمتنا الإسلامية ونعلن للرأي العام العالمي، كذب نبأ مقتل أمير منطقة الصحراء الكبرى من أصله”، موضحة أن تنصيب “يحيى أبو الهمام” تم مباشرة بعد وفاة القائد “نبيل أبي علقمة” إثر حادث مرور قبل 8 أشهر وقبل التدخل الفرنسي لشمال مالي بخمسة أشهر تقريبا.
وتوعد التنظيم الإرهابي في البيان ذاته الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بأيام سوداء في شمال وغرب إفريقيا على أيدي من وصفهم بـ”فرسان الإسلام” من العرب والطوارق والفلان وقبائل الهاوسا والصونوك والبولار والبومبارا، العازمين على تحرير إفريقيا من الاحتلال الفرنسي .
.
عظيمي يرجّح صحة بيان “القاعدة” ويتساءل:
أين جثة “أبو زيد” إن قتل فعلا؟
جزم الدكتور أحمد عظيمي، الأستاذ في كلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر، والخبير في الملفات الأمنية، بصحة ما جاء في البيان الذي نسب إلى تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي”، والذي تنفي فيه مقتل زعيمها الميداني في منطقة الصحراء المدعو “عبد الحميد أبو زيد”.
وقال الضابط المتقاعد من صفوف الجيش الوطني الشعبي، في تصريح لـ”الشروق” بخصوص صحة ما جاء في بيان “القاعدة” من عدمه “تنظيم القاعدة عادة لا يكذب في هذه الأمور، حيث لم يعودنا التنظيم نفي مقتل رجالاته عندما يقتلون حقيقة”، إلا أنه شكك في مصداقية مصدر البيان إن كان حقا صادر من الهيئة الاعلامية لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” أو صادر من قبل أطراف تريد التشويش على فرنسا -على حد قوله-، متسائلا عن مكان تواجد القائد الميداني للتنظيم إن لم يقتل حقا.
وتابع الدكتور عظيمي أنه حتى فرنسا برئاستها وقواتها العسكرية لم تنشر أي دليل يثبت مقتل “أبو زيد”، على غرار شريط فيديو أو صور تظهر جثته، حيث شكّك المتحدث أصلا في رواية مقتل الإرهابي “أبو زيد”، مبرزا أنه في حال تأكد خبر نفي “القاعدة” لمقتل قائدها الميداني في منطقة الصحراء، يعتبر ذلك ضربة قاسية لمصداقية مؤسسة الرئاسة الفرنسية وفرنسا ككل، قبل أن يضيف بقوله “أميل ألى تصديق خبر نفي “القاعدة” من تصديق الخبر الفرنسي”. وخلص المتحدث إلى أن كل ما في الأمر هو حرب نفسية بين فرنسا وتنظيم “القاعدة”.