باحث موريتاني يحصل على شهادة دكتوراه مع التنويه

alt نوقشت بقاعة المحاضرات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس ـ فاس أطروحة دكتوراه التي تقدم بها الطالب الباحث محفوظ ولد إدومو تحت عنوان: ” المظاهر اللغوية المختلف فيها بين روايتي حفص وورش: دراسة وصفية و تفسيرية” ،وقد أشادت اللجنة المناقشة بالطالب الباحث وبمستواه العلمي ،وقد حصل الباحث على ميزة مشرف جدا مع التنويه من لجنة المناقشة بالباحث.وقد جرت المناقشة بحضور عدد من الطلبة الموريتانيين والمغاربة وبعض الجنسيات الأخرى.

ويعتمد البحث في الدراسة لتي تقدم بها الباحث على منهج وصفي تفسيري، يهدف إلى حصر المعلومات المتعلقة بالظواهر المدروسة بغية تحليلها وتفسيرها، وهو أمر قد تطلب الوقوف بحزم عند مسألتين:

تتعلق إحداهما: بتحديد الظواهر اللغوية المدروسة انطلاقا من وضعها في النص القرآني، حسبما يتيحه المقام من كتابة الآية أو جزء منها أو الاقتصار على كلمة يطرد ورودها بلفظ واحد.

أما الأخرى فتتعلق: بحصر هذه الظواهر من خلال إجرائها على ضوء مؤيدات تكشف عن وجاهة الفوارق بين الوجهين اللغويين.

وقد اقتضت طبيعة هذا المنهج أن يعتمد محتوى البحث على محددات علمية تستهدف جمع المعطيات المعرفية, ثم إجراءها في تصنيف ثلاثي عبرنا عنه بالفصول, وقد جعلنا لكل فصل من الفصول الثلاثة أربعة مباحث, وتفصيل ذلك كالآتي:

الفصل الأول: المستوى الصوتي:

وعلى أساس هذا المستوى تم تناول القضايا المختلف فيها يبن حفص وورش انطلاقا من معطيات اختلاف لهجات العرب، ولهذا تم تناوله من زوايا مختلفة مثلتها المباحث التالية:

المبحث الأول:وقد خصصناه للقضايا المتعلقة بتحقيق حرف الهمزوتخفيفه, وقد اقتصرت الدراسة هنا على كيفية النطق بصوت هذا الحرف محققا في لغة أهل البدو والحضر من قبائل العرب, ثم كيفية النطق بصوته كذلك مخففا, سواء كان هذا التخفيف على وجه التسهيل أو كان على وجه الإبدال أو النقل أو الإسقاط.

المبحث الثاني: وقد خصصناه للإبدال في الصوامت والصوائت معا, ومن خلاله تمت دراسة المنظومتين الحرفية, والحركية, خصوصا ما كان منهما قد أسس لوجهين, إما لأن أحدهما قد اشتمل على صوت يخالفه صوت في الوجه الآخر, وإما لأن في أحدهما زيادة صوت أو صوتين.

وعلى أساس هذين الاعتبارين شملت الدراسة موضوعات مهمة مثلتها العناوين التالية: الإبدال بإدغام, الإبدال بغير إدغام, الإبدال اللفظي, الإبدال الكلمي والإبدال الحركي.

المبحث الثالث: وهو خاص بالظواهر الكمية للأصوات سواء كانت هذه الأصوات صوامت أو كانت صوائت, وسواء كانت الصوائت قصيرة أو طويلة.

وعلى أساس تنوع الكميات الصوتية وتباينها حاولنا حصر موضوع هذا المبحث في بعض الظواهر المزدوجة, مثل: المد والقصر, الإمالة والفتح, الإشباع والإشمام, الترقيق والتفخيم.

المبحث الرابع: وقد خصصناه لظاهرتي التثقيل والتخفيف فيالأصوات وعلى أساس هاتين الظاهرتين تمت دراسة المختلف فيه على ضوء تقسيمات اعتبارية مثلتها صيغ الكلمات وأوزانها, داخل منظومة الأفعالبوجه عام,والمشتقات من الاسماء بوجه خاص.

الفصل الثاني المستوى الصرفي:

وفي هذا الفصل تم تناول القضايا المؤسسة لوجهين لغويين دعت لهما وجاهة التحول في بنية الكلمات العربية، ولهذا جاء تقسيم موضوعه على النحو الآتي:

المبحث الأول:وقد خصصناه لدراسة مظاهر التحول في بنية الأسماء, اعتمادا على شكلها وصورة بنيتها التركيبية, مثل ما هو حاصل بين الإفراد والجمع، أوبين صيغتين مختلفتين للجمع كالقلة والكثرة مثلا.

المبحث الثاني:وعلى ضوئه تم تناول المشتقات منزاوية تحولها من زاوية تحولها من بناء إلى بناء، انطلاقا من استيعاب صورة الكلمة لصيغتين مختلفتين كما هو حاصل بين المصدر والصفة، أو المصدر واسمه، أو اسمي الفاعل والمفعول، أو اسم الفاعل والصفة المشبهة.

المبحث الثالث:وقد خصصناه لدراسة مظاهر التحول في بنية الأفعال إما على أساس وزنين مختلفين للفعل الواحد, مثلما هو حاصل بين الثلاثي وغيره كالرباعي والخماسي مثلا, وإما على أساس لغتين أو أكثر في حركة عين الفعل, على نحو ما هو دائر بين الحركات الثلاث: الفتح والكسر والضم مثلا.

المبحث الرابع: وقد خصصناه لدراسة التحول في بنية الأفعال, لكنه هنا من زاوية اللواحق التي تؤثر في بنية الفعل وصيغته كما هو شأن حروف المضارعة, وقد اقتصرت الدراسة في هذا المبحث على أوضاع أحرف المضارعة مع أفعالها, بغية الكشف عما يترتب على ذلك من تحول, إما في غيبة الفاعل و حضوره, على نحو ما يعبر عنه عند أهل البلاغة بالالتفات, وإما في تذكير الفاعل و تأنيثه.

الفصل الثالث المستوى النحوي:ومن خلال هذا الفصل تمت دراسة الظواهر الصوتية التي يثيرها تجاور العناصر الثلاثة المكونة للكلام في تركيب إعرابي تستقيم مبانيه، وعلى أساس مراعاة هذا التركيب جاءت مادة الفصل مقسمة على أربعة مباحث:

المبحث الأول: و قد خصصناه لدراسة وضع الإفراد بمدلوله الذاتي في التركيب, ، و على هذا الأساس تم تناول بعض الأسماء والافعال, بناء على وجهين يحتملهما المكان الإعرابي, حسب عوامل الإعراب المختلفة بين النصب والرفع والجزم والخفض.

المبحث الثاني: وقد خصصناه لدراسة التركيب الإضافي, حيث تم تناول الموضوع من زاوية وجهين لا يمكن الجمع بينهما في تركيب سليم, هما الإضافة والتنوين.

المبحث الثالث: وقد خصصناه لدراسة وضع آخر من أوضاع التركيب, ويتعلق الأمر بالتركيب الإسنادي, أي بين المسند والمسند إليه, في بناء الجملة عند النحويين, وذلك بهدف حصر مواطن الاختلاف بين الإمامين إما على أساس تحديد طبيعة الجملة النحوية، بين الاسمية و الفعلية, أو بين الخبرية والإنشائية. وإما على أسس العلاقة بين العنصرين المكونين لهذه الجملة كتركيب الفعل للفاعل أو تركيبه للمفعول.

المبحث الرابع:و هو خاص بوضع الحروف في التركيب النحوي انطلاقا من وجاهة احتمالين في صوت من أصواتها, وما يترتب على ذلك من إعمال هذه الحروف أوإهمالها

وبعد هذه الفصول الثلاثة جئنا بخاتمة من خلالها حاولنا وبشكل مقتضب تلخيص النتائج التي توصلنا لها طيلة البحث في هذا الموضوع .

وفي الأخير لا يسعني كذلك إلا أن ألتمس العذر فيما قمت به من عمل فالكمال لله وحده وقد أحسن ابن بري التازي حين قال:

أوردت ما أمكنني من الحُجج***مما يقام في اطلابه حِجج

ومع ذا أقر بالتقصير*** لكل ثبت فاضل نحرير

في بداية هذه الكلمة لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى هذه اللجنة الوازنة على ما تجشموه من عناء السفر, وبذلوه من وقتهم الثمين, تشريفا لنا بحضورهم هذه الجلسة العلمية الموقرة, بل وقبل هذاعلى قبولهم قراءة موضوع هذا البحث وتقييمه.

ولا يفوتني كذلك أن أجزل كبير الشكر وعظيم التقدير لفضيلة الأستاذ الدكتور عبد اللطيف نجيد لقبوله الإشراف على هذا العمل وقراءته في هذا الظرف الذي يتميز بقدر كبير من الاستثنائية,

والشكر موصول لهذا الحضور الكريم من إخوة وزملاء وباحثين, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من لم يشكر الناس لم يشكر الله” أو كما قال.

وإني بهذه المناسبة أترحم وأسترحم على روح أستاذي العزيز الدكتور عبد الله غزلان الذي لا أنسى له جزيل فضله طيلة إعدادي هذا العمل, فقد رأيت فيه مثال المغربي في كرمه وسخائه وبساطة طبعه, كما رأيت فيه مثال الأستاذ المتميز في نصحه وتواضعه واستعداده الدؤوب, غير مبال بما يلاقيه من إزعاج, ولا مكترث بما يلحقه من أذى جراء المراجعات غير المحسوبة وفي أوقاته الخصوصية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى