هل تظل السياسة بدثار التملق؟
الزمان انفو ـ كتب الولي سيدهيبة:”اقطع تنهاب”، قول شائع من قاموس “السيبة” متبع في بلاد “التناقضات الكبرى”، وهو بمثابة ميثاق النجاح في كل معتركات الاضرار بمفهوم الدولة وميزانياتها ومقدراتها، ولغرض بناء مكان متقدم على هرم التمكن من رقاب العامة.
ليس خبث السياسة عندنا كما هو خبثها عند غيرنا، إذ لا مكان عند الخوض في مُعتركها -إلا قليلا- من داخل الأحزاب لـ:
– سلطان المبادئ،
– أو لتوجيه القيم،
– أو لحكم النهج السلوكي المتعارف عليه في الممارسة العامة،
– أو لإلزام في الممارسة بمواثيق الشر ف وعهود التوازن.
وما الفشل الذي يطبع مسارات أغلب أحزاب البلد “الفجة”، في واقع حالها، إلا المرآة الحقيقية التي تعكس النوايا المتناقضة لأصحابها قادة نرجسيين، ومنظرين ناقلين بالنسخ والقص واللصق، ومفترض “المناضلين” الموزعين حتما بين:
– الانتماء العاطفي القبلي الجهوي الطبقي،
– والنفعي المرتبط بالاستحقاقات على اختلافها.
ويشكل كل حزب، في خضم هذا الوقع الاستثنائي، بؤرة من التناقضات التي تحيل بينه وبين الصمود أمام الإخفاقات التي يمنى بها خلال كل موسم سياسي، اللهم باستثناء الحزب الذي يدعى “الحاكم”. وها هو ذا حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، النسخة طيق الأصل من حزب “عادل” وقبله حزب “الجمهوري”، بذات زمرة المنظرين ومحتوى التنظير، يفصح عن خبث الطوية بعدما عاث منه فسادا من يدعون قادته عشرة أعوام في البلد، أسسوا أثناءها، بخطابهم المتملق والمتطرف، لـ”عبادة الفرد” واعتزموا بكل جرأة تغيير “الدستور” لمأمورية “ثالثة”، وتغنوا بالمملكة بعدها.
ولولا أن الشعب الموريتاني هو من رفض المساس بالدستور، وفرض الدخول في مرحلة جديدة من خلال انتخابات رئاسية ديمقراطية، ما كان لهذا الخطاب أن يُحبط ويَنكسر حاملوه من:
– نواب خانوا الأمانة،
– ومنظرين نقضوا العهد، ومسؤولين مفسدين كانوا في مناصب متقدمة.
وأما المحاولة “الاستفزازية” التي شهدتها “كواليس” هذا الحزب فقد عرت نوايا “رفض” التغيير الذي أحدثته الانتخابات ومحاولة الانقلاب على “الشرعية الجديدة ” بداخله؛ شرعية يرجى من ورائها تنقية الحزب من الشوائب ورسم مسار جديد له يأخذ بعين الاعتبار الوعود بالإصلاح التي حملها برنامج الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وتضمنا برنامج حكومته.