ولد محمودي يستحضر قصة من أيام سجنه بروصو
الزمان انفو _ حين كنت في سجن روصو كان معي بعض سجناء الحق العام، وقد تعرفت على بعضهم، وكتبت عنهم في الحلقات التي لم تنشر بعد من القصاصات..كان أحدهم قد سرق هاتفا من سيارة وآخر باع معزاة تعود ملكيتها للجيران الى آخره ..اصدقائي الجدد لم يمثلوا امام قاض منذ سنة ويمكن ان يلبثوا في السجن مالم اذكرهم عند “ربي”..
زارني في السجن المحامي سليمان جارا رحمه الله(القاضي لاحقا) واخبرني بأنه تطوع للدفاع عني فقلت له إن مجموعة كبيرة من المحامين تكفلت بالأمر وان عليه مساعدتي في مثول “اصدقائي” امام القاضي، فوعد خيرا وسجل الأسماء.
عندها التفت الي اصغرهم و يسمى صباح:استاذ ايلين ايجيهم اي شخص عندو سيارة او يعرف الفرنسية ايدوروا يطلصون..اضحكني فهمه للأمر وتعبيره عن علية القوم.
ويبدو ان صاحبنا اجرى اتصالا، ففي الصباح جاء باص ابيض ونودي على المجموعة..بعد اقل من ساعتين عاد الباص وهم يصرخون افراج، “انطلصن”..قالوا ان القاضي كان يسأل احدهم عن اسمه وجرمه ثم يقول لاوجه للمتابعة..
الفتية الخمسة ودعوني بتأثر واضح وسلكوا دروبهم بعيدا،ثم عدت لزنزانتي وبي شعور بالانتصار..لو ارسل الآن السجين “الهندي” كمايسمونه في عنبر “الكماية” “اغنية آندا قانونه” لعبرت عن واقع آلاف المنسيين في سجوننا، فقط لأنهم مواطنون من درجة اقتصادية..تذكرتهم ونحن نناقش تقارير تتحدث عن لصوص طلقاء سرقوا ذات يوم هاتف صباح وطعامه فسرق هاتف احد المواطنين او طعامه…رحم الله سليمان جارا.