اللغز : كيف يفكر غزواني؟ / سيدي علي بلعمش
الزمان انفو ـ
بعدما كان ولد عبد العزيز طيلة فترة الأشهر الأربعة الماضية، لغزا حقيقيا في تصرفاته ، في مآله، في تفكيره، في مصير ثروته، أصبحنا الآن أمام لغز أكبر في صمت ولد الغزواني ، في مواقفه، في توجهاته، في ثورته على الفساد و تمسكه بأبطاله، في صراعه منزوع السلاح مع ولد عبد العزيز ، في بحثه عن مبرر قانوني لتوقيفه : أمام من يبرر ولد الغزواني تصرفاته؟
إذا كان أمام الشعب الموريتاني ، فكله يطالب باسترداد ممتلكاته المنهوبة ، واضحة المعالم : المدارس العتيقة، ابلوكات، مقرات الوحدات العسكرية، مدرسة الشرطة، الملعب الوطني، المطار، سونمكس، إينير، الموانئ، اتفاقيات الصيد، صندوق الأجيال، تازيازت، الصفقات المباشرة، جل عمارات شارع المختار ولد داداه ، توسعة التلفزة ، حتى ساعة الذهب الأحمر المقدمة له من قبل تكيبر في عيد الحب (14 فبراير) بقيمة 252.000 أورو …
و يقول ولد عبد العزيز إنه يملك ثروة كبيرة لكنها ليست من أموال الشعب الموريتاني ، معتقدا أنه يخفى علينا أن عقله البسيط يملي عليه أن أوامره الشفهية و الرشاوى المباشرة و العمولات و بيع السنوسي و سرقة ودائع القذافي و سرقة الهبات الخارجية للبلد و هيئة “العذاب” وتسجيل ممتلكاته بأسماء الغير و فتح حسابات بأسماء من ماتوا و أخرى متعددة له و لجميع أفراد أسرته : (تكبر بنت ماء العينين، تكبر بنت النور ، تكبر بنت أحمد ، مريم بنت ماء العينين ، مريم بنت النور ، مريم بنت أحمد…) و هي أسماء يمكن كشفها في سجلات الحالة المدنية ، يعتقد ولد عبد العزيز أن هذه الحيل البدائية يمكن أن يشرع بها امتلاك ثروة هائلة أصبحت أكبر من ممتلكات الدولة . من الغباء أن تنطلي علينا حيل هذا اللص المحتا ل: ولد عبد العزيز ليس متهما بالفساد الإداري : (نفخ الفواتير، الرشاوى ، العمولات، هذه أمور بسيطة لا يمكن أن تجنى منها مثل هذه الثروة التي تغص بها شوارع العاصمة و المصارف الإفريقية و الأوروبية و الآسيوية و العربية … ) ولد عبد العزيز متهم بسرقة أموال موريتانيا و ليس من عادة السارق أن يوقع العقود مع ضحاياه.
فأمام من يريد ولد الغزواني تبرير أسباب القبض على لص مارد يهدد استقرار الدولة و المجتمع؟
يخطئ ولد الغزواني إذا كان يعتقد أنه بتمسكه بولد باي و ولد عبد الفتاح و محافظ البنك المركزي و نواب ولد عبد العزيز و مناديب مغارة علي بابا (UPR) يوجه ضربة قاسية لولد عبد العزيز أو يخلق شرخا مفتوحا بينه و بينهم ؛ كل هؤلاء (ما عدا ولد محم خيره و ولد الطيب و ربما ولد محمد خونا) ذهبوا إليك بأمر من ولد عبد العزيز تماما كما كان يفعل بطابوره الخامس داخل المعارضة ، إذا كنت تتذكر…
يخطئ ولد الغزواني إذا كان يعتقد أن تحويل ضباط من بازيب ينزع فتيل خطورتها : انقلاب 16 مارس تم بحوالي 12 جندي(احتلوا الرئاسة و الإذاعة و قيادة الأركان) .. انقلاب المرحوم سيد أحمد ولد ابنيجاره على هيدالة كان بقيادة وكيل من الجيش (أب ولد محمد الشيخ)..انقلاب صالح ولد حنن، قاده و هو مدني ، بعد عدة سنين من طرده من الجيش (سيطروا على العاصمة مدة 48 ساعة) فما بالك بالاغتيالات و الاختطافات و احتجاز الرهائن و عمليات التخريب في بلد يعتبر اليوم المأوى الآمن لكل خلايا الإرهاب النائمة في المنطقة ؟؟؟
على ولد الغزواني أن يتحمل مسؤولياته ، فلا يمكن لموريتانيا أن تظل رهينة ، على حافة بركان بسبب لغز غامض بلا حل في علاقته مع ولد عبد العزيز (أقول لغزا غامضا تجاوزا لتحصيل الحاصل)
إشارات الخطر في هذه الأزمة لا تخفى على أحد و الرسائل المشفرة فيها لا تخفى على أحد و تحضير الأجواء الحاضنة لها لا تخفى على أحد و التهديدات المبطنة و المنظمة المؤججة لها لا تخفى على أحد ، فأين هيبة الدولة ؟ أين خبرة عشر سنين من قيادة الأركان العامة؟ أين خبرة عشر سنين من قيادة الأمن؟
من يترك ولد باي على البرلمان و يريد أن يقنعنا بأنه يفهم ما يفعل ، يحول نفسه إلى سخرية أمامنا.
ما دام ولد باي على البرلمان و بيت أحميده ولد أباه على طريق ميناء الصيادين، قلعة إرسال مجهزة بآخر أجيال أجهزة التجسس و الاتصال، تأكدوا أنكم تلعبون بالنار.
الاستخبارات الفرنسية لن تزودكم في كل مرة بما تحتاجونه ، فلها حسابات أخرى و لها إخفاقات أخرى و لها اهتمامات أخرى و قراءات أخرى …
أنتم اليوم أغبى الناس إذا كنتم لا تعرفون أن ولد عبد العزيز يبحث عن مخرج
أنتم اليوم أغبى الناس إذا كنتم لا تحددون المخارج القليلة المتاحة أمامه
و أنتم اليوم أغبى الناس قطعا إذا كنتم تعتقدون أنه سيستسلم لإرادتكم طواعية.
من حقكم أن تصالحوا عزيز
من حقكم أن تهادنوه
من حقكم حتى أن تراودوه
لكن ليس من حقكم أن تحرقوا موريتانيا . و ليس مطلوبا منكم سوى أن تتركوها لأهلها إذا كنتم عاجزين عن قيادتها .. عاجزين عن حمايتا .. عاجزين عن تحمل مسؤولياتكم تماما كما فعل بها الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله (عن حسن نية) الذي أدخلها هذه الورطة التي ما زالت تصارع الموت بعد عشر سنين للخروج منها.
الدول لا يقودها إلا الرؤساء
الرؤساء لا يتنازلون عن هيبة الدولة
و هذه ليست دعوة لظلم عزيز، إنها دعوة لإنصاف الشعب الموريتاني : هل يمكن أن يكون في تقديم أي أحد للعدالة ، ظلما له؟ اعطوا الرجل كما طلب منكم، فرصة أمام العدالة ليثبت براءته و طهارة ثروته.