من سيمثل موريتانيا باتحاد الصحفيين العرب؟

فشل اتحاد الصحفيين العرب في رأب الصدع وتسوية الخلافات العميقة بين الهيئتين الصحفيتين الأقوى حضورا والأكثر تمثيلا للصحفيين الموريتانيين: نقابة الصحفيين (الأحدث ميلادا)، ورابطة الصحفيين (الأقدم نشأة والحائزة على تمثيل موريتانيا في هيئات اتحاد الصحفيين العرب).

وجدد الاتحاد طرح مبادرته التي سبق أن قدمها لتسوية خلافات الصحفيين الموريتانيين، وحسم جهة تمثيلهم داخليا وخارجيا، وهي المبادرة التي لم تلق في السابق تجاوبا كافيا من قبل أحد الطرفين، ولا ينتظر أن تلاقي التجاوب الكافي هذه المرة.

وتقضي مبادرة الاتحاد -بحسب ما قال أمينه العام للجزيرة نت- بحل الهيئتين القائمتين حاليا (الرابطة والنقابة)، وتشكيل لجنة مشتركة من الطرفين تشرف على تكوين إطار نقابي جديد، وتنظيم انتخابات جديدة تفرز قيادة معترفا بها من قبل الجميع، تتولى تمثيل الصحفيين الموريتانيين في اتحاد الصحفيين العرب وفي الهيئات الدولية المشابهة.

حاتم زكرياء: أستغرب تحفظ النقابة أو حتى رفضها مبادرة الاتحاد التي تقضي بحل الرابطة والنقابة وتأسيس إطار جديد متفق عليه (الجزيرة)

أوضاع ملتبسة وتعتبر موريتانيا إحدى البلدان العربية القليلة التي فيها تعددية نقابية في الحقل الصحفي. وبغض النظر عما إذا كان الأمر يمثل إشكالا أم امتيازا، فإن الواقع هو أنه ظل -منذ ما يعرف بفتح المجال أمام التعددية السياسية والنقابية في بداية تسعينيات القرن الماضي- يثير الكثير من اللغط بين مكونات المشهد الصحفي الموريتاني.

ويرى الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب حاتم زكرياء أن جمع كلمة الصحفيين في أي بلد عربي من أهم المبادئ التي يرتكز عليها عمل الاتحاد، ومن أولويات الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، ولأجل ذلك أقر مبدأ تمثيل كل بلد عربي بنقابة واحدة تضييقا لهوامش الاختلاف، ودفعا نحو مزيد من الوحدة والاتفاق.

وقال للجزيرة نت إن عضوية الاتحاد تنال بإحدى طريقتين وهما: الأقدمية في التأسيس، وهو سبق نالته رابطة الصحفيين الموريتانيين وحازت به التمثيل دون غيرها في الاتحاد، أو اتفاق جميع مكونات الحقل الصحفي في بلد معين على إطار يمثل وحدة تجمعاتهم ونقاباتهم، وهو ما لم يتحقق في موريتانيا بسبب رفض نقابة الصحفيين للمبادرة التي عرضها الاتحاد.

واستغرب تحفظ النقابة أو حتى رفضها لمبادرة الاتحاد التي تقضي بحل الرابطة والنقابة وتأسيس إطار جديد متفق عليه يجمع شتات الصحفيين وينهي حالة التنازع والالتباس الحاصلة في تمثيل الصحفيين.

عبد الله ولد أشفغ المختار: الرابطة سارعت منذ اليوم الأول للترحيب بمبادرة اتحاد الصحفيين العرب (الجزيرة)

طريق مسدود من جهة أخرى كشف حاتم زكرياء عن أن المفاوضات التي أجراها الاتحاد خلال اليومين الماضيين مع قيادة النقابة وصلت إلى طريق مسدود، لكنه بالمقابل قال إن الاتحاد لم يتخذ حتى الآن قرارا نهائيا بإغلاق الملف وإعلان فشل مبادرته في موريتانيا بشكل نهائي.

من جانبه، قال الصحفي عبد الله ولد أشفغ المختار متحدثا باسم الرابطة للجزيرة نت إن الرابطة سارعت منذ اليوم الأول للترحيب بمبادرة اتحاد الصحفيين العرب، ولا زالت حتى الآن تقبل بهذه المبادرة رغم رفض الطرف الآخر لها، وذلك لرغبتها في تحقيق آمال الصحفيين الموريتانيين من جهة، ولقناعتها من جهة أخرى بأنها تمثل الغالبية الساحقة من منسوبي القطاع الصحفي في البلاد.

وأشار إلى أن المشكلة اليوم هي أن النقابة تتمسك بخيار وحيد هو حل الرابطة وانضمام المنتمين لها للنقابة، وهو أمر يبدو بعيد المنال لأسباب متعددة من بينها أن الرابطة هي الإطار الأقدم تأسيسا، والأكثر تمثيلا للصحفيين.

وأضاف أن شرعية النقابة محل نظر لأن القانون المنشئ للنقابات يحظر على النقابات أن تجمع بين العام والخاص، وبين العامل ورب العمل، وهو ما لم تلتزم به النقابة، حيث يوجد في عضويتها بعض المنتسبين للإعلام العمومي والمستقل، وعدد من العمال ومشغليهم في الوقت ذاته، وكلها محظورات قانونية وفقا للقانون المنشئ للنقابات.

ولكن رئيس نقابة الصحفيين الحسين ولد أمدو رفض تلك الاتهامات، وأكد أن نقابته اليوم هي الممثل الأول للصحفيين الموريتانيين باختلاف مشاربهم ومواقعهم ووسائل إعلامهم، وهي المدافع الأقوى عن مصالح وحقوق الصحفيين الموريتانيين، والممثل شبه الوحيد في أغلب الهيئات المحلية والدولية.

المصدر:الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى