الرقص على الجمر / سيدي علي بلعمش
الزمان انفو _ الفساد منظومة تفاعلية متكاملة ، تحركها إرادة فاعلة بميكانيسمات دقيقة، يؤدي كل منها دوره في الوقت المناسب و أحيانا المطلوب.
تتقن هذه المنظومة فنون الاستعراض لتُفهم الناسَ أنها المحركة لكل شيء و القادرة وحدها على تقوية أركان أي نظام و حمايته و أنها ضرورة وطنية لا بديل عنها.
بعد غد (25 /12/19) ، سيطل عليكم “المركز الموريتاني للدراسات و البحوث الإنسانية” في ندوة تحت عنوان “الانفتاح السياسي في موريتانيا و دوره في تكريس الديمقراطية” ، من قاعة الندوات بفندق موريسنتر.
و سيكون المحاضر الرئيسي في الندوة ولد محم( ..). و تعقيب (حسب ما يظهر في الإعلان)، كل من يحيى ولد الوقف ، العيد محمدن أمبارك، عبد الله مامادو با ، محمد ارزيزيم و محمد جميل منصور.
تم ترتيب كل شيء في هذه “الندوة” لتكون منصة نفاق عالية السقف لتسويق أكبر كذبة و إعادة إنتاج خبراء صناعتها و تحويل الديمقراطية إلى أكبر جريمة :
ـ “المركز الموريتاني للدراسات و البحوث الإنسانية” عنوان كبير لا يملك لا حتى قاعة ندوات،
ـ اختيار قاعة ندوات موريسنتر ، رشوة لا تخفى على أحد و مغازلة للنظام، تؤكد أن المركز (المزعوم) لا يدفع فاتورتها المادية.
لكن ما لم يوفق فيه المركز الموريتاني للندوات الترويجية لأعداء الإنسانية، هو اختيار قتلة الديمقراطية في موريتانيا للحديث عن الانفتاح السياسي و دوره في تكريس الديمقراطية.
لن أطلب من مركز وهمي ، يعمل تحت الطلب ، أن يعتذر للشعب الموريتاني عن تسويق انتهازي ، هو أكثر من أساء إلى الديمقراطية في بلدنا و أكثر من أعان أعداء البلد على تدميره و التحكم في أهله و احتقارهم و نهب ثرواتهم . و إنما أنبه شعبنا فقط، الذي ما زال يدفع فاتورة جرائم عصابة علي بابا من شقائه ، إلى ما يتم تحريكه على الساحة للالتفاف على نضاله الباسل و محاولة من أُخرِجوا أذلةً من الباب، التسلل إلى صفوفه من النوافذ عن طريق مؤسسات الدعاية المأجورة.
أي احتقار و أي إساءة أكبر اليوم من تقديم قائد الكتيبة البرلمانية على منصة عالية كهذه ليحدثنا عن الانفتاح السياسي و يقدم لنا دروسا في الديمقراطية ؟
لن يقتنع ولد محم خيره و من على شاكلته أنهم لن يكونوا شيئا بعد اليوم في موريتانيا. و لا نقولها توسلا لولد الغزواني و إنما تحديا لأي نظام يحتقر شعبنا إلى هذا الحد و يزدري إرادتنا حتى نسيان من كان ولد محم( ..).