biladi: ممارسة التملق نمت في موريتانيا بشكل مذهل
فى ثقافتنا هناك السياسية وهناك بلتيك (الخداع أو الكذب). الأولى يمارسها ساسة حقيقيون ومتفننون يهتمون بالشأن العام. هؤلاء هم الشخصيات العامة التي لديها غالبا أفكار من أجل البلد، تنميته، مستقبله، ماضيه، علاقاته مع الآخر.
إلى جانب هؤلاء، توجد عناصر رجالية لا شرف لها ولا حياء، نمت فى بلدنا بشكل مذهل، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين. هذه الشخصيات العامة المزيفة من رجال ونساء، لديهم مهنة واحدة وهي ممارسة ‘بلتيك’ وممارسة التملق، يعيشون هكذا.
منذ وصول العسكر إلى السلطة وحتى قبل ذلك، كان لدينا مثل هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بمثل هذا العمل يصفقون لكل رئيس في السلطة وينتظرون أن يجدوا المقابل من فتات الكعكة. حكامنا الذين يفتقدون في الغالب الشرعية يلجئون إلى خدمات هؤلاء المصفقين الذين يجتازون كل القيم الأخلاقية من أجل فرض أنفسهم. وقد أعطى الرئيس الحالي الانطباع عندما جاء إلى السلطة بأنه يكره أمثال هؤلاء، لكنه الآن بذل جهودا غير مسبوقة لتفكيك اللعبة السياسية. كل يوم تقريبا تلتحق قافلة من المعارضين بركب السلطة. قبل أيام أعلن عدد من الأطر انسحابهم من حزب عادل بناء على معلومات تم نشرها في الصحافة. دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التحقق من المعلومة أو الاستفسار عنها ممن أصبحوا الآن أصدقاءهم السابقين. بل بادروا بإعلان القطيعة معهم.
من البديهي أن لكل شخص الحق الكامل في اختيار التشكيلة السياسية التي يناضل فيها، لكن الأمر يجب أن يكون بطريقة مقبولة إنسانيا. فنحن علينا مسئولية أن نفكر في إخراج بلدنا من هذا التيه الذي تدور فيه منذ ثلاثين سنة.
Biladi N° 697
ترجمة: الصحراء