آمالنا في العام الجديد / سيدي علي بلعمش
الزمان انفو _
يتحدث الكثيرون اليوم عن تبخر المعارضة و ذوبانها في النظام و خروجها من ساحة الصراع ، من دون أن يفهموا أي شيء مما حدث :
الانتخابات الماضية كانت بمثابة تفجير للوضع في البلد على كل المستويات. و كان هذا متوقعا بل كان العمل عليه صراعا مريرا داخل المعارضة في كل السنوات الأخيرة.
كان من الطبيعي أن لا تفهم الناس بين معارضة تتصارع مع نظام عدو (عدو للشعب و المعارضة) و بين معارضة تتصارع مع نظام خصم بوسائل عدو الأمس و أفكار تتشبث بمنطق الغد ..
و كما يطالب هذا النظام (في كل رسائل توسله) بفرصة للتخلص من حمولة مساوئه، بحثا عن شرعية أخلاقية يحتاجها للتعويض عن عدم شرعيته السياسية، يطالب لسان حال المعارضة بفرصة للتخلص من حمولة عشر سنين من اختراقها و تمزيق كيانها بطابور خامس هز ثقة الجمهور فيها و أفشل كل مخططاتها ..
كان لهذه الهدنة إذن، إكراهاتها الواضحة على الجبهتين، فكان من مصلحة الجميع السكوت عن تبريراتها و المشي على جراحيهما لخروج السلطة من مأزق المنافقين الفاسدين و خروج المعارضة من مأزق سرطان الطابور الخامس المنتشر في جسمها.
ـ المعارضة الموريتانية اليوم في أوج التألق و وضوح الرؤية و نقاء الفضاء. و الكرة الآن في ملعب النظام ؛ إن أراد إصلاحا لن يجد أفضل من المعارضة اليوم في انطلاق عمليته ، من موقع الناصح الأمين و المنتقد الشرس و من منطلق المصلحة الوطنية العامة الضامنة لحقوق الجميع في النظام و المعارضة، من دون خلط بين دور الاثنين. و إن أراد السير في نهج الفساد و الخدع و التبريرات الكاذبة و التسويف ، سيجدها معارضة “أخرى” تنتمي إلى جمهورها و شعبها و شارعها و زمنها ، بإرادة قيادة استوعبت كل الأخطاء و شعب لم يعد لديه ما يخسره.
الأسابيع القادمة ستكون حاسمة في مسألة مصير البلد و إن كان سلوك النظام (الهروب من الوضوح و التخبط في منهج الفساد بكل ميكانيسماته التقليدية )، ينذر ـ مع الأسف ـ بصيف ساخن و مزيد من المآسي و التعقيدات ..
كل ما نقوله و نؤكده لهذا النظام اليوم هو :
ـ أن يفهم أن أي تراجع عن الإصلاح الشامل و الجاد و الصادق ، ستكون نتائجه وخيمة و خطيرة ..
ـ أن كل الشعب الموريتاني اليوم مستاء كل الاستياء من تعيينات النظام و توجهاته
ـ أن عودة حزب العسكر بهذه الوجوه الفاسدة، المفسدة ، التافهة، المتملقة، مؤشر واضح على سوء النوايا و التراجع عن كل التعهدات و التوقعات..
ـ أن يدرك ـ قبل فوات الأوان ـ أن الناس حين تنزل اليوم إلى الشارع ، لن تخرج منه إلا بسقوط النظام..
ـ أن يتذكر أن الأنظمة الفاشلة اليوم عدوة للعالم أجمع و مرفوضة من العالم أجمع و منبوذة من العالم أجمع ..
كل عام و أنتم بخبر