لقاء ابنة الرئيس في غرفة النوم/محمدالأمين محمودي
الزمان أنفو_من ذكريات العمل الصحافي أنني خلال الاطاحة بالرئيس سيدي ولد الشيخ عبدالله تلقيت اتصالا من أحد أفراد أسرة الرجل..كانوا يبحثون عن قناة يتحدثون عبرها وشخصا يثقون في أنه سينقل المادة كما هي وبسرعة، فقد كثرت الخيانات في حقل المراسلين الموبوء.
وكما هو الحال مع عزيز قبل أيام كنت سألتقي المطاردة آمال منت الشيخ عبدالله والتي يبدو أنها كانت خلال حكم والدها على علاقة بجميع الزملاء باستثنائي بحكم عملها في الرئاسة..اتفقنا على ان يكون اللقاء في بيتي بعمارة المامي،فهي المكان الوحيد الآمن في ذلك اليوم.
دخلت ابنة الرئيس العمارة ملثمة ومعها سائق وشهيد من قومها..دلفت الى البيت واستقبلها أهله،ثم كشفت عن وجهها..أدخلتها صاحبة البيت غرفة النوم،أحست بالحرج لكنها أخبرتها بأن لدينا اشخاصا لم نرد لهم أن يحسوا بالأمر، ومع صديقتها الجديدة، جلست الفتاة على حافة سرير متواضع، قبالة المرآة، وأخرجت حقيبتها وبدأت ترتب نفسها للمقابلة.وضعنا ستارة النافذة كخلفية وبدأنا التسجيل.
تحدثت عن المؤامرة وعن مضايقة أهلها وكيف يعيشون حالة قلق ومتابعة دائمة الى آخره..كانت آمال الحزينة تخلع تدريجيا ثوب كريمة الرئيس وتلبس أسمال النضال الرثة..لايمكنني أن انسى ذلك اليوم الذي أحسست فيه بالزهو، إذ ان عدم التحاقي بركب والدها الطيب لم يمنعها من اعتباري صحافيا ومحايدا..طبعا كانت الفتاة في حالة دهشة واحباط من ساسة تملقوها وتملقوا والدها وأظهروا الولاء للشرعية بادئ الأمر، وكان يفترض أن يصمدوا دفاعا عن الديمقراطية..بثت المقابلة حصريا على تلفزيون دبي بعد ساعتين من أجرائها..قبل أيام التقيت صدفة الرئيس الخلوق سيدي في عزاء أهل الحسن..قال:مقابلتك جيدة ورائعة، ومن الناحية الفنية كانت مختلفة بغض النظر عما قيل فيها..قلت: وهل لتقدمي ان يكون منبرا لكم قريبا..ابتسم وقال:ليس بعد..أما السيدة حرمه فقالت إنني شجاع..سألت عن آمال، فأخبرني أحدهم أنها ظلت تناضل من أجل عودة الشرعية حتى تفرق الناس من حولها فذهبت لتعيش حياتها الطبيعية..كانت فتاة شجاعة وقوية فيها من حكمة وصبر وهدوء والدها وحدة وقوة شخصية والدتها منت البخاري..تحية لها بعد انتهاء حكم عزيز وبداية حكم غزواني الحاكم الذي ربما يكون ضيفي يوم يفر منه الجميع اذا قدر الله لي وله البقاء.