إلى مدوني و مجموعات موريتانيا الأبطال / سيدي علي بلعمش
الزمان أنفو _قد أصبح المدونون اليوم في موريتانيا، أهم من الصحافة و أكثر منها مصداقية و أقدر منها على الوصول إلى الحقيقة و أكثر منها مهارات في تقنيات المجال و أكثر منها التزاما بمبادئه و أخلاقياته و أكثر منها احتراما لعقول الجمهور و تمسكا بالدفاع عن مصلحة البلد. وأصبحت هناك أسماء أشخاص مشهورة بمصداقيتها و جدية منشوراتها ، يفوق عدد مراجعيها يوميا عدد مراجعي المواقع الإخبارية مجتمعة . و أصبحت هناك مجموعات تدير حوارات و نقاشات ناضجة ، تساهم بجدية في نشر الوعي و التحريض على نبذ الممارسات الخاطئة و التصدي لكل ما يهدد استقرار حياة المجتمع، من داخل و خارج السلطة…
إلى هؤلاء المحترمين (دون غيرهم طبعا من العابثين في مواقع التواصل الاجتماعي)، أوجه تحية إكبار و تقدير و ألفت انتباههم إلى ظاهرة جديدة بدأت تكتسح الساحة لمغالطة الرأي العام و تبرير جرائم المسؤولين (غير المسؤولين) و إظهارهم في صورة الضحايا و محاولة إفهام الناس أنها مخطئة في الأحكام عليهم بسبب تلقي المعلومات المغلوطة في قطاعاتهم (المنهوبة بأياديهم و بكامل وعيهم و إرادتهم و تواطئهم) ..
إنها ظاهرة المقابلات تحت الطلب التي يحدد فيها “المسؤول” مَحاور النقاش و أسئلة المُحاور و حدود اللباقة و يرد على الأسئلة فيها (المنتقاة أصلا) بأريحية من لا ينتظر إحراجا بحقيقة و لا تنبيها إلى تناقض أو تكذيبا للواقع (و آخرها مقابلة وزير الصيد أو مدمر قطاع الصيد على الأصح ، ولد اشروقة ، المنشورة هذا الصباح) ..
ـ فهل كان اللص ولد اشروقة يستطيع أن يعلن عن مؤتمر صحفي (مفتوح و مباشر) يرد فيه على جرائم تدمير القطاع أمام الرأي العام؟
ـ هل كان ولد اشروقة يستطيع أن يقول أمام صحافة جادة إن هوندونغ استثمرت في وقت “نحتاج إليها جدا”، حيث لم يكن هناك من يريد الاستثمار في بلادنا” ، في وقت يتسابق فيه العالم أجمع للحصول على اتفاقيات صيد مع موريتانيا؟
هل كان “وزير صيد ولد عبد العزيز” (لا وزير صيد موريتانيا) يستطيع أن يقول أمام رأي عام يتداول فيديوهات تبجح ولد بايه “متليت آنا…” ، أن “لا علم له بوجود بارونات في قطاعه”؟
هل كان ولد اشروقة يستطيع أن يقول أمام صحافة لا يشتري تواطؤها ، أنه “يعامل جميع الفاعلين بالقانون و المساواة”؟
هل كان المحتال المحترف ولد اشروقة يستطيع أن يقول أمام صحافة تحترم نفسها و مهنتها و جمهورها، أن لا وجود لعمالة أجنبية في القطاع ، إذا لم يكن يعتبر الصينيين و الأتراك و الأفارقة مواطنين بفعل أمر الواقع و قوة القانون؟
مثل هذه المقابلات مدفوعة الثمن، هي أخطر وسائل محاولة اختطاف المرحلة و تحريف المسار و إعادة الثقة في المجرمين .
و على الجميع أن يتصدى لها بالمرصاد و أن يكشف تواطؤ مواقع و صحف العبور على ظهور الناس و المصلحة العامة إلى مآربهم التافهة ، الضاربين عرض الحائط بالمصلحة الوطنية و مبادئ و أخلاقيات المهنة.
دمتم أبطال المرحلة و الجبهة الأمامية للتصدي لطوفان أكاذيبها و إحراق مراكب كل قراصنتها .