ما مرفود امن إلاه يكون الهيلالَ / سيدي علي بلعمش
الزمان انفو _
في مقابلته الأخيرة مع الأخبار (و أي مقابلة في هذه الفترة مع الأخبار ، تهدف حتما إلى انتقاص دور المعارضة لأسباب لا يرغبون في الحديث عن أسبابها) ، عبَّرَ ولد بد الدين عن أسفه لدور لمعارضة في “عدم حصول تغيير لأنها اختفت من الساحة و انقسمت و لم تعد تقوم بدورها كمعارضة و انضمت لترسيخ وهم التغيير”
كان من المهم جدا أن يصدر هذا الكلام من بدر الدين و كان من المهم أكثر أن يكون في مقابلة مع صحيفة الأخبار و في هذا الوقت بالذات الذي يبحث فيه الاثنان (بدر الدين و الأخبار أو تواصل) عن العودة إلى ساحة لفظتهما بعد كشف مواقف الجميع و مواقعهم الحقيقية.
أسف بدر الدين على “عدم حصول تغيير” يعني عكسه تماما ؛ إن أسفه الحقيقي على التغيير الكبير الذي حصل ، حيث لم تعد المعارضة تلك الهَنَة المُبهَمة التي يستطيع كل أحد ركوب موجتها متى شاء ، بلافتة أو مقابلة أو مُقابِل (ذكر) .
أكبر انتصار حققته المعارضة الموريتانية عبر تاريخها المرير، هو ما ترفل فيه اليوم بعد انكشاف كل أصحاب الأدوار المزدوجة بما سببوا لها من إنهاك و إحراج و تقسيم و خيانات آخر لحظة.
و من يسمع بدر الدين اليوم يتحدث للأخبار عن “اختفاء المعارضة و انقسامها و عدم القيام بدورها و انضمامها لترسيخ وهم التغيير”، يعتقد أن بدر الدين يعرف ما تقوم به المعارضة اليوم أو ما تخطط له : “ما مرفود امن إلاه يكون الهَيْلالَ”
و إذا كان يَعتبرُ خروجَه و خروج تواصل منها ، انقساما للمعارضة، فلا شك أنه هو من ينضم لترسيخ وهم التغيير (على الضفة الأخرى) ..
على ولد بدر الدين أن يعيد للمعارضة ملف المخدرات قبل أن يتحدث عن فشلها ..
على تواصل أن تبحث عن غير بدر الدين لإحراج المعارضة ..
فليس من المعقول أن يكون تجار الحاويات الصينية و التركية أقل منا إدراكا لما يحصل في ميناء نواكشوط !!؟
و لكي يعرف بدر الدين و تواصل ما يحصل اليوم بين هذا النظام و المعارضة ، عليهم أن يخبرونا عن ما كان يحدث بين ذلك النظام و “معاردته”.
المعارضة اليوم لم تعد برؤوس الغول السبعة و لا أرجل أم 41 و لم يعد فيها ما يغري كما كان ، فلن يعارض اليوم إلا معارض حقيقي و لن يجني من وراء معارضته إلا حسنات موعد حسابها القبر.
لهذه الأسباب فقط، أصبح باستطاعتنا اليوم الاطمئنان على نقائها من الشوائب و الحشائش الطفيلية.