المهرج العظيم / سيدي علي بلعمش
الزمان أنفو _
من بين مخابئ الفساد الأكثر وقاحة و الأدعى للشفقة على البلد و الأكثر غرابة و الأعم سوء و أقل فائدة على الدولة و المؤسسات و الشعب ، هم رؤساء مجالس الإدارات .
كأن وظيفة رئيس مجلس إدارة معفية من الخبرة و المعرفة و التخصص و الحضور، يستحيل أن ترى فيها غير معتوه عجزت الوساطة أن تقنع أي مؤسسة بتوظيفه..
كأن وظيفة رئيس مجلس إدارة حرفة يدوية لا تتطلب غير قدرة صاحبها على سحب راتبه..
كأن وظيفة رئيس مجلس إدارة محصنة من الخجل و المتابعة و من أي مجهود يبرر راتب صاحبها المنسي إلا من فوضى الإدارة (إذا حضر لا يسأل و إذا غاب لا يسأل عنه) ..
أصبحت هذه الوظيفة المهمة و هذه الهيئة الضرورية لتقييم أداء المؤسسات و تصحيح وضعياتها و المحاسبة على الالتزام بتعهداتها، تؤدي دورا معاكسا تماما لمهمتها : التغطية على الفساد ، محاباة مديري المؤسسات، لأن السيد الرئيس (رئيس مجلس الإدارة) لا يفهم أي شيء في ما تقوم به المؤسسة.. لأنه غير معني بأدائها ما دامت تقدم له راتبه.. لأنه تم إقحامه في ما لا يفهم و أفضل ما يمكن أن يقدمه للمؤسسة هو أن لا يتكلم.. لأنه شخصية تقليدية قادمة من حزب الرئيس ، عليه فقط أن يشيد بإنجازات فخامته التي لا تطال و الثناء على مدير المؤسسة لوفائه لفخامته و العمل الدؤوب على تنفيذ برنامج حكومته..
التقرير السنوي للسيد رئيس مجلس الإدارة ، يعده مدير المؤسسة و مساعدوه و يوقعه السيد الرئيس بغبطة و امتنان لأنه يكون عادة مصحوبا بمبلغ مالي مكافأة له على دوره الكبير في تطوير أعمال المؤسسة و الثناء على أداء مديرها و خبراته الفائقة، في أروقة الحزب و صالونات صناعة الفساد.