ما هكذا تؤكل الكتف يا غزواني / سيدي علي بلعمش
الزمان أنفو _
بقدر ما يتطلب الحكم من الحكمة، يتطلبه من التحكم في القرار و الاحتكام إلى مرجعية محمية و الاستعداد لمحاكمة كل مخالف و وضع نهج واضح للحكامة و تشكيل حكومة مؤمنة بهذا النهج ، تحكم طبقا لرؤيته المحكمة و تدافع عنه بأجندة تحكمية ، تحتكر شرعية القرار و قوة حمايته القهرية.
الأخطر اليوم من بقاء عزيز طليقا و من بقاء أسوأ عناصر عصابته في الحكومة و المؤسسات العمومية، هو بكل تأكيد بقاء سفراء عشرية النهب و الشؤم في وظائفهم ، على احتكاك بالهيئات الدولية و الحكومات الأجنبية و على رأس مهامهم التقليدية المتمثلة حصريا في استقبال تكيبر و تسهيل عبور أموال ولد عبد العزيز.
كانت أسرة الإجرام تتخذ من الهيئات الدبلوماسية للبلد ذراعا خارجية للنهب ؛ السفراء لعزيز و المحاسبون لتكيبر و يحدث العكس في حالات قليلة و لا توجد حالة واحدة شاذة عن هذه القاعدة . أي لا يوجد اليوم أي سفير لموريتانيا معين على كفاءة و لا طبقا لمعايير الوزارة التي ظل وزيرها هي الأخرى مثل بقية الوزراء في عهد عزيز المشؤوم ، يعين على معايير واضحة :
ـ الطاعة العمياء لعزيز
ـ الاستعداد التام لخدمة الأسرة بلا قيد و لا شرط
ـ تولي مهمة تبرير جرائم الأسرة و التغطية عليها
ـ اعتبار عزيز أهم من الوطن و أوامره أهم من قوانينه
أعجز أحيانا (أعني في كل حين) عن فهم بعض تصرفات ولد الغزواني التي لا يمكن تبريرها بأي شيء !!
موريتانيا اليوم بحاجة إلى أبناء بررة يخدمونها بوفاء ، يحرصون على سمعتها و يسهرون على مصلحتها و يجلبون لها الاستثمارات و يعرفون بتاريخها و أمجادها و ثرواتها و فرص الاستثمار فيها ، لا سفراء الوساطات و المهام القذرة و التلاعب بمنح الطلاب.
هؤلاء ليسوا سفراء و لا يشرفون موريتانيا بقدر ما يسيئون إلى سمعتها و ينهبون ثروتها..
السفراء و المحاسبون الموريتانيون يجب طردهم اليوم جميعا و محاسبتهم و إنهاء فوضى ممارساتهم الدنيئة..
لا علاقة لهؤلاء السفراء بالدبلوماسية و لا يتمتعون بأي مؤهلات لتولي هكذا مهام ؛ حتى الدعوات التي توجه للهيئات الدولية في البلدان التي يعملون فيها، يتخلفون عنها تفاديا للإحراج لأنهم لا يعرفون كيف يتصرفون فيها و لا علاقات تربطهم بمسؤولي هذه الدول و لا الهيئات الدبلوماسية فيها ؛ فحين يبني سفراء العالم علاقات مع الممولين و السياسيين و الصحافة و يصرون على الحضور في كل مناسبة للتطلع على ثقافة الشعوب و فنون التعاطي مع نخبها، يكون سفراؤنا في الأسواق للتبضع و في المطارات لإرسال آخر طلبات تكيبر..
هؤلاء تربوا على المذلة و الاحتقار و أوامر تكيبر متقلبة المزاج و إحراج مهام عزيز القذرة، فكيف تتركوهم سفراء للبلد في وقت تحاول فيه بلادنا التقاط أنفاسها و الخروج من وحل عشر سنين من الغرق و الدمار؟