يكفيني أنني مسلم / سيدي علي بلعمش
الزمان انفو –
من أروع و أنبل و أعظم و أهم ما يمكن أن يقدم فرد لخدمة بلده ، أن يعمل بجد و وفاء و انضباط في جهاز مخابراته.
و يطلق العالم على أجهزة المخابرات “الانتليجانسيا” لأنه مجال تميز و إبداع و ابتكار ، يحتاج أعلى درجات الوفاء و التضحية و الشجاعة.
وحدها المجتمعات المتخلفة ما زالت تخلط بين مفهوم الاستخبارات و مفاهيم المجتمع التقليدية؛ الوشاية و النميمة و شتى وسائل الوقيعة بين الناس أو التجسس الانتقامي للإساءة إلى الآخرين.
حين يتهمك الموريتاني اليوم بالعمل في المخابرات فكأنما ألقى عليك آخر ابتكارات الأسلحة الممنوعة دوليا و حين يعلم محيطك الأقرب، أنك على صلة بهذا الجهاز تكون معرة للأسرة و الأهل و الأصدقاء..
بعد ردودي على تفاهات خلية “إعادة التأسيس” العبثية و انزلاقات “أريد موريتانيا علمانية” السخيفة و شطحات بيرام الهستيرية، الحاقدة، بدأ البعض يغمز و يلمز ، متهمني بالتجسس و التخابر و البعد من اليسار (…)
و حتى أوفر عليهم جميعا عناء تشخيص حالتي المستعصية على تناولات عقولهم البسيطة ؛ أقول لهؤلاء إنني أكبر و أخطر مخابر لبلدي على كل من يريد به سوء و إن درجة وفائي لمخابرات بلدي حالة مرضية بلا علاج. و أن كل من يثق بي من الماكرين لبلدي هو أغبى الناس و أسوأهم حظا. و لا أدري من أين أتوا بيساريتي و هو بالنسبة لي مؤشر آخر على عدم فهمهم لليسارية و غيرها من المفاهيم العصرية التي يلوكونها كيفما اتفق بتناولات أقرب إلى الموضة منها إلى إدراك أبعادها الحقيقية: أنا لست يساريا ، لست ليبيراليا، لست ديمقراطيا ، لست تقدميا: أنا رجل مسلم . و على اليسارية و الليبيرالية و الديمقراطية و التقدمية أن تكون مسلمة ، لا لأعتنقها و إنما فقط لأدعو لها بالتوفيق. لقد تجاوزت منذ مرحلة بعيدة تنطط “الفكر الراغب” الذي يقفز أصحابه على كل جديد : لقد تقوفت عقارب ساعتي على أنه يكفيني أن أكون مسلما.