لا تنتهي الأشياء إلا بنهاياتها الحقيقية
الزمان أنفو ـ كتب سيدي علي بلعمش :
كل الأخطاء التي ارتكبها سيدي ولد الشيخ عبد الله و كانت سببا في نهاية حكمه، يعيدها اليوم ولد الغزواني خطوة بخطوة ، بنفس البرودة و نفس الثقة الزائفة في النفس و نفس التناقضات التي يتكلم عنها حتى العوام و نفس الحكومة الفاسدة، المستعدة بلا قيد و لا شرط للذهاب مع كل من يأتي.
ـ أدرك ولد الغزواني الآن أنه كان من الخطأ أن يسمح لولد عبد العزيز بالذهاب خارج البلد ؛ ليس الآن فقط و إنما بعد توليه الحكم مباشرة . فقد أعد ولد عبد العزيز بعد سفره الأول كل ملفات مقاضاة من خلفوه في الحكم و هي ملفات تدينه كلها، لكنه يقول للطقة الحاكمة الآن، إما أن تتركوني أو نذهب جميعا إلى السجن.
ـ الجيش الآن متذمر بسبب انتشار الفساد و حرمان الضباط غير المقربين و تهميشهم المستمر بغض النظر عن الرتب و الكفاءة و الأحقية. و من المؤسف الآن ، أن ثلاث عقداء من خيرة ضباط الجيش يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية بحثا عن لقمة العيش، بعد تهميشهم طويلا ثم تقاعدهم ، رغم وفائهم للوطن و كفاءاتهم المشهودة من الجميع، عكس من يقودون البلاد إلى الهلاك بأنانيتهم وصغر نفوسهم و تدني خبراتهم.
ـ الشعب الموريتاني لم يعد يتحمل ظروف عيشه أو ظروف موته على الأصح ، مع تراجع الأمل كل يوم بسبب انتقاء المفسدين في أهم مناصب الدولة و استمرار سياسة الضحك على الذقون و الدعاية الكاذبة.
ـ العراء الأمني يزداد يوما بعد يوم بشكل مرعب بل وصل إلى حد استخدامه من قبل بعض الشرائح للانتقام من أخرى. و هو ما تعجز الدولة عن مواجهته كما تعجز عن كشف حقيقته.
ـ الجفاف هذا العام، يعيدنا إلى بداية السبعينات و هو في اعتقادنا من علامات الظلم و الغبن و الفساد و جور “السلطان”.
ـ حكومة ولد الغزواني هي أكبر تحد سافر لآمال الشعب . و اعتبار ما ينوي عمله شيئا يخصه وحده من حقه أن يحتفظ بسره حتى يأتي وقته ، تفكير متخلف لا يستطيع تطبيقه في بيته فكيف يطبقه في بلد يحتضر، تتعاوره نبال الغدر من كل صوب.
ـ لقد فهمنا كل شيء بعد السماح للمجرم ولد عبد العزيز بمغادرة البلد. و سيأتي الوقت قريبا لكشف كل الأسرار المحرجة لهذه الخيانة العظمى التي سيكون لها حتما ما بعدها مما لا يسر نظام الجبن و العجز و التحايل و الغدر.
بهذا القرار الجبان، نكأ ولد الغزواني جرحنا النازف و به ستبدأ مرحلة جديدة تعيد علاقتهما المشبوهة إلى الواجهة، بكل ما تحمل من أسرار مخجلة.