رأي حائر في مؤتمر الرئيس الصحفي / سيدي علي بلعمش
الزمان انفو _
ـ في بلد يحمل كل سائق تاكسي فيه بطاقة صحفي، يمكننا جيدا أن نفهم أن يتم فيه انتقاء من يحاورون فخامة رئيس الجمهورية.
ـ في بلد الألقاب المجانية و أحزاب الشنطة و برلمان شبيكو و حكومة النهب و صحافة البشمركة ، يمكننا جيدا أن نفهم أن يتم انتقاء صحافة سائقي الشاحنات بدل التكاسي، لمحاورة فخامة رئيس الجمهورية.
ـ لا أهمية لما قاله الصحفي ابراهيم ولد عبد الله (ضرورة أن تكون الصحافة مهنة الصحفيين مطلب تعسفي، تحيل لوحة محاوري فخامة الرئيس (الذين تم تحذيرهم مسبقا من طرح أي سؤال عن الرئيس السابق)، إلى أهمية أن تكون صحافةُ البلد واجهةً معبرة عن فوضى نظامه و غباء شعبه.
ـ و كما طالبت المذيعة راكي سي و كما مَذَعَتْ زميلتها الهَيُّوبَة ، ينبغي أن تظل موريتانيا بنطلون موريبو :كوتا للمرأة ، كوتا للشرائح الهشة ، كوتا للصحافة، كوتا للحراطين ، كوتا للزنوج ، كوتا للفانانين، كوتا لـ”آدوابه” ، كوتا للمرأة في البرلمان ، كوتا للمرأة في الحكومة : في أرض الرجال الشهم يجب أن تظل المرأة عالة على منطق النمو و يظل الرجل آلة لتدميره لإثبات أنوثتها و رجولته.
و قبل عودته من إسبانيا بساعات، كنا ليلة قبل أمس ، أمام مؤتمر صحفي (مسجل) لفخامة الرئيس ، تماما كعودته من مستشفى بيرسي قبل سنين: النهب مستمر و البلد بألف خير و برنامج “الشيله” (النسخة المطورة من برنامج أمل)، على عتبة الانطلاق. و هي رسالة واضحة إلى الشعب بأن فكرة “الإسعافات” هي الحل الاقتصادي الوحيد في بلد تدمر نخبته أكثر مما تبني و يستهلك شعبه أكثر مما ينتج.
ـ “لم و لن أتدخل في عمل اللجنة البرلمانية” (التي عين رئيسها و عين حزبه بقية أعضائها و عينت “معارضته” الوفية شاهد زورها الاوحد) . ألم تكن هذه رسالة واضحة إلى برلمان شبيكو بأن احموا أنفسكم و احموا شركاءكم في الفساد ، فأنا لن أتدخل ؟ ما معنى أن تصنع برلمانا فاسدا و قضاء فاسدا و حكومة فاسدة و تتعهد أمام الشعب بأن لا تتدخل في عملهم؟
ـ البرلمان مؤسسة مستقلة (حين يقول الرئيس إن برلمان شبيكو مؤسسة مستقلة يصبح باستطاعتنا بسهولة أن نفهم معنى الاستقلالية في نهج فخامته الميمون)
ـ القضاء (الذي لم يستطع حل مشكلة الصحفي ماموني و الفنان الكاريكاتري بونه ولد الدف) مستقل و وكالة الأنباء مستقلة ، لكن من الطبيعي في موريتانيا أن يكون لا بد من أمر من فخامة الرئيس لحل مشكلتيهما، ليكون لاستقلال القضاء معنى يحيل إلى خصوصية البلاد و معنى أوضح للاستقلالية في قاموسها السياسي.
حين يقول فخامة الرئيس “إذا لم تتم محاربة الفساد لا يمكن أن نتكلم عن أي إصلاح” (هكذا قال، تماما كما كان يقول سلفه المشؤوم، بنفس التعابير و نفس الجدية المفتعلة و بنفس الحكومة الفاسدة!!؟)، ماذا ينتظر منا هنا : أن نصدق قوله أو نصدق فعله المتمثل في تعيين حكومة كاملة من أفسد المفسدين؟ .
لم يعد هناك بلد فقير في العالم يا فخامة الرئيس، هناك الآن بلد متخلف و بلد متقدم . و بلد متخلف تقال لبلد لا يختار رئيسه بطرق شفافة ، لا يسمع رأيه في حكوماته الفاسدة، لا يحق له التطلع على حقيقة أي حقيقة ، تُنتقَى صحافته على معيار الولاء، تُشارك أحزابه بشرط الولاء و يتنازل جيشه عن مهمته المقدسة ليفسد السياسة. فبماذا تذكركم هذه اللوحة يا فخامة الرئيس ؟