ذكرى الشيخ محمد الأمين ولد سيدين رحمه الله
في الأربعينات والخمسينات شاعت في البلاد مهنة سيئة تدر بالدخل الوسخ للمشعوذين الذين كانوا يستغلون التخلف الفكري في الأوساط الشعبية بإيهامهم أن النساء المسنات من العبيد “مصاصات دماء البشر” لتبرير التنكيل بهن والأمر بقتلهن رميا بالحجارة . المشعوذون يدعون قدرة زائفة لاسترجاع الدم الممصوص للمريض لم يكن مصاب في أكثر الأحوال إلا بالتقيؤ أو الحمى.
قد صارع الشيخ محمد الأمين ولد سيدينا غفر الله له ـ الصورة ـ 1918-2003 المشعوذين آنذاك هذه “الخزعبلات” كما يسميها في مقاطعتي أوجفت و أطار وهو شاب قادم لآدرار من رحلة دراسات وبحوث دينية أخذت 14 سنة من حياته حيث قادته للمحاظر والجامعات الشائعة في لبراكنه والعصابه واترارزه :
ولد سيدين كان يشتري النساء المتهمات ب “مص الدماء” من عند ملاكهن لتحريرهن في الحين وحمايتهن من الموت البشعة بالرجم وإسكانهن في زاويته الصوفية التي لا يسمع فيها إلا ذكر الله الرائع، والمدح النبوي و الدعوة الخالصة للأخوة في الله والمساواة بين كل البشر. إن العديد من العائلات التى أنقذ أمهاتهن من الموت ما زلن يرددن أغاني اعترافهن له بالجميل ” لولان ولد سيدين انعود متن موتت لقبين “
قد توفى الشيخ محمد الأمين ولد سيدين رحمه الله في سن 85سنة في يوم 14 إبريل 2003 بعد أن أسس واحة معدن العرفان سنة 1970 في أشد أيام الجفاف ليصارع طول عمره مظاهر الطبيعة القاسية والجهل والحسد البشري في محيطه ليورث لأبنائه المحبين عنده والمخلصين لوصاياه كل ماكان فيه من صراع.
إن مريدي و ورثة المشعوذين أصبحوا يحركون عصابات الجهل والحسد والطمع و النفاق لأثارة الطائفية والقبلية الركيكة في معدن العرفان ونبعة الأيمان والحسن و الإحسان في وجه الإنتخابات البلدية محاربة لمنجزات ابن سيدينا السياسية في الوحدة والأقتصادية في الأزدهار والحضارية في اليقين.
ولكن الشيخ حاضر وسيهزم كل متآمر وخائن يعرف نفسه حين قراءته لهذه التذكرة و واحة معدن العرفان ستبقى صامدة خالدة منتجة للكرامات في شتى المجالات:
1-الروحية – محجة للمريدين والمريدات و محطة زيارة يومية لضريحه من طرف عشرات الوافدين من شتى البلاد ومختلف المعتقدات لتحقيق حوائجهم الظاهرة أوالخفية.
2- الثقافية – أكبر منتج للأطرالآكفاء من بركاته فازت مدرستنا عقول الواحات بمعدن العرفان الحرة والمجانية بانتاج حاملين شهادة البكلوريا خلال فترة 1998-2008 أكثر من مجموع ناجحي الثانويات العموميات الثلاثة في أوجفت شنقيط و وادان رغم عدم صرف الدولة بطبشور واحد أو الأهالي بدرهم ورغم أن الواحة لا يوجد أكثر من مدرسة أبتدئية واحدة والثانويات الثلاثة لديهم مائة مدرسة إبتدائية.
3-الزراعية: أكبر منتج للخضروات من بين مئات الواحات التي سبقتها ميلادا بمئات السنين .نذكرمن الكرامات في إن مردودية الجزر الكاروت لا تتعدى في العالم 50 طن للهكتار وهي تصل بشهادة مهندسي وزارة التنمية الريقية 150 طنا للهكتار…و قد وصلني الخبر وأنا أكتب المقال أن 1000 طن من الجزر تمثل فائض إنتاجنا الزراعي في هذ الموسم ستخسره الواحة بسبب عدم سياسة مناسبة لتسويق الخضروات وإجبارنا ظلما من طرف مشروع الواحات للتبعية لهيأة تسويق في أطار منافسة لإنتاجنا . إذاكانت العدالة موجدة على أرض فإن واحة المعدن تستحق تعويضا يقدر بمائة مليون أوقية تسد من طرف منظمي التسويق بأطار ومشروع الواحات وذالك بإعطائهم الأولية لواحات القريبة من جميع الأسواق انواكشوط، انواذيب، ازويرات وإهمال تسويق إنتاج المعدن و أوجفت البعيدين من الأسواق .
في الختام أرجو من رئيس الدولة في هذ المقام:
1- تكريم ولد سيدين بإعلاء مداليات الشرف الغيابي لما قام به مبكرا في الدفاع عن حقوق أمهات العبيد ضحية الجهل التاريخي لبعضنا ودعما لاستذكار بأعماله الخيرية والوطنية الخالدة طيلة هذه السنة.
2- العناية بالحقوق الضائعة الكثيرة والمتراكمة منذ السينين لسكاننا معدن العرفان جموعا وأفرادا .
في الختام أشير أن مخلفات الشعوذة أعني أبناء ومريدي المشعوذين مازالوا في حرب شرسة معنا يصارعوننا اليوم في السياسة والاقتصاد والمعتقدات بأياد خفية ساذجة يريدون الإنتقام من ولد سيدينا بإثارة القبلية الركيكة والطائفية لتقسيم وحدة أهل المعدن وابعادهم من امتثال وصاياه ليكون المعدن فريسة سهلة الأكل في الإنتخابات البلدية القادمة.
إن الأيام ستعطي مزيد من الخبر بين صراع ولد سيدينا الجديد الحاضر معنا، عن يقين، رغم غياب صورته] وأذيال المشعوذين وأذيال أذيال المشعوذين الضالين أو المضللين، إن شاء الله.
انواكشوط 20 إبريل 2013
الشيخان ولد سيدنا
خليفة المرحوم