تساقط الآلهة أمام كورونا / سيدي علي بلعمش
الزمان أنفو _
رغم جمال منطقها و تألق مبادئها و عبقرية منظريها ، كانت الديمقراطية (بحصيلة عصرها التنويري) ، أبشع نظام عرفته البشرية ، أنتج أسوأ نخب على المستوى الأخلاقي و الإنساني ، أفضى إلى تحكم أشرار و أراذل العالم دوليا و محليا (في كل بلد)، في رقاب البشر و سيطرة المفاهيم المادية على حساب كل فضيلة.
الديمقراطية هي نظام اللوبيات و اللوبيات ابتكار ديمقراطي يسوق لتحول العصابات إلى تنظيمات شرعية بأخلاق السياسة و ممارسات المافيا ..
حين تنتج الديمقراطية في أوج تألقها ، ريغن و بوش و ترامب و ساركوزي و بلير و نتنياهو و تعتبر بوكاسا و جامي و عزيز و إدريس ديبي مجرد أعراض ثانوية لوصفة رقي الشرية و لا يفهم العالم مدى خطورتها على النظام الأخلاقي الذي يعتبر أهم أبعاد الإنسان و أكثرها قدسية..
حين أصبحت الديمقراطية ديانة بلا رب و لا رسول و لا سماء ، تصنع كل أسباب عظمة الطغيان و الجهل و الأنانية ، أرسل الله أصغر جنده و أضعفها، بتاج بوكاسا و جهل عزيز و سخافة السيسي و بطش ترامب ليوري الديمقراطية آياته في نفسها و في نفوس رسلها الكاذبين ..
لقد أحدث كورونا البطل، هزة في الوجدان البشري ، سيكون لها ما بعدها، بعد الصعود المخجل لمجموعة من الطغاة الجهلة ، لا أحد يفهم كيف وصلوا إلى الحكم في بلدانهم في أوج تألق الديمقراطية..
لم يعرف التاريخ البشري انتهاكا لحقوق الإنسان مثل ما عرفه في المنتصف الأخير من القرن الماضي و بداية هذا القرن و لم بعرف تبريرا للطغيان أكثر سخافة من مبررات أصحابه و لم يعرف تواطؤا للنخب الدينية و الثقافية أتفه من تواطؤ نخبه.
لم تعرف البشرية على امتداد تاريخها أشرارا بمستوى تعطش الكونغرس الأمريكي للدم و لا أعوانا بمستوى وفاء قادة الغرب لغطرسة أمريكا في حربها على القيم و الأخلاق و لا خيانة بمستوى خيانة “زعماء” العرب لأمتهم و دينهم و لا خضوعا مثل خضوع الأفارقة لمستعمريهم و ناهبي ثرواتهم ..
أصبح الظلم في زمن الديمقراطية عدالة و الليبرالية المتنورة مبررا لنهب حقوق الضعفاء بالطرق الناعمة و البراغماتية (التي تقول : لا توجدأي حقيقة و إنما هناك طرق أفضل من أخرى) ، أهم سمات المتميزين في التاريخ المعاصر ..
لقد فضح كورونا كل هذا الإجرام المنظم في رسالة ربانية هيأ الله البشرية لفهمها بكل مؤشرات الإنذار الأخير و تحديات الامتحان الاصعب. فهل من معتبر؟