ذكريات من أيام الجمر/ بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن
الزمان أنفو ـ
هذه رسالة وصلتني في دبي، بعد الانقلاب على الرئيس السابق سيد ولد الشيخ عبد الله، وذلك في أواخر سنة 2008، طلب مقابلة من وكالة الأخبار المستقلة، وقد رددت عليهم ايجابيا ونشروا المقابلة فعلا، لكنى للأسف لا أملك نسخة منها، إلا أنني أتذكر فيما يتعلق بأمر تسليمي، بأنه لو حصل، فسيكون أول حالة تسليم لصحفي، من دولة عربية إلى أخرى، وستحصل ثورات مؤثرة في الوطن العربي، على نطاق واسع.
وفعلا كما تعلمون سلمت على متن الخطوط الجوية التونسية، عبر رحلة من دبي إلى نواكشوط، مرورا بتونس العاصمة، يوم 30/11/2008، وأدخلت في السجن مباشرة، سجن دار النعيم، وقد ملأ مطار نواكشوط حرسا شديدا، وأغلقت الطريق، من المطار باتجاه السجن الحالي، وتحققت لولد بوعماتو وولد عبد العزيز رغبتهما، عبر محاولة إذلالي وكسر قلمي العنيد الأبي الشامخ، غير أنى دخلت السجن واقفا وخرجت منه واقفا، بعفو رئاسي تحت ضغط صمودي والصحافة وبطلب مباشر من الجنرال، محمد ولد الهادى، الذي آلمه ضميره، وطلب من عزيز التخلي عن هذه المهزلة والمظلمة المدوية.
وللتذكير تكون الوفد الأمني الذي استلمني من الجهات الأمنية الإماراتية للسجن في نواكشوط، من مدير أمن الدولة الحالي المفوض القاسم، والمساعد أول ديدي ولد المبارك، وكانا وديين في التعامل طيلة الرحلة المؤلمة الثقيلة اتراجيدية بامتياز!.
وللتذكير خرجت من السجن، يوم الأربعاء 8/5/2009، قبل زيارة عزيز لأطار مسقط رأسي، 9/5/2009.
وقد بدأت هذه المهزلة يوم 24/5/2007، عندما دخلت السجن بسبب مقال نشر في جريدة الأقصى حول دور ولد بوعماتو في تبييض الأموال وملف المخدرات!.
ونشر ذلك المقال المثير في العددين 242 و245 من جريدة الأقصى، واليوم الخميس 16-04-2020، يصدر العدد 1044، دون توقف أو كلل، لله الحمد والمنة، وفي المقابل ولد بوعماتو ابتعد عن الأضواء نسبيا وتراجع تأثيره طبعا، بسبب الظلم والطغيان واستغلال النفوذ البشع، أما عزيز فعلى أعتاب التحقيقات والمساءلات والفضائح المتتالية، والعياذ بالله تعالى.
ومع ذلك لا يستحى من توزيع المال المشبوه على بعض المغبونين المستضعفين المغرورين، واعجبا من أمره!.
وللتذكير اللذان تعاضدا ضدى وظلموني، وحولوا قضية نشر ذلك المقال الاستقصائي من قانون الصحافة إلى القانون الجنائي، ومن فضاء التقاضي المحلي إلى فضاء الاستجلاب الدولي، عبر الأنتربول، وحكموا علي وقضاءهم الجائر الظالم المظلم، بسنة نافذة، و 300 مليون أوقية، أكثر من مليون دولار، أكبر وأغرب غرامة في الكون ضد منتج معرفي، منذ نشأة الخليقة.
أقول هؤلاء الاثنين، بوعماتو وعزيز، على خلاف بين عميق، ولن يصطلحا، بإذن الله.
أما الزميل الوفي المهني، الدكتور الهيبة ولد لشيخ سيداتي، وصحبه النبلاء، على مستوى وكالة الأخبار المستقلة، فكانوا في واد آخر، يبحثون ويسألون بشغف وعمق.
فشكرا جزيلا لهم وتقبل الله منهم، والشكر موصول لسائر الزملاء، ولكل الذين وقفوا معي سرا أو علنا أو ما بينهما، في تلك المرحلة الحالكة، والنوعية من حيث صلفها وجورها ورشوة بعض قضاتها، وبعض المحامين الشرهين العدائيين، الذين يعرفون أنفسهم واحدا واحدا.
وأذكرهم، على سبيل المثال لا الحصر، محمدن ولد أشدو، محمد يحيى ولد عمار المتعهد الرئيسي، القاضي السابق المرتشى، والذي كافأه عزيز وبوعماتو، فعينوه عضوا في المجلس الدستوري، ويرب ولد محمد صالح، وإبراهيم ولد أبتي.
وكان بعض الزملاء الصحفيين، سندا لولد بوعماتو في ذلك الملف، مثل محمد فال ولد عمير، وموسى ولد صمب سي، والتاه ولد أحمد، مدير جريدة “أشطاري” المنهارة، وغيرهم من الصحفيين، الذين أكلوا السحت، لإذلالي وظلمي، جعله الله حميما في بطونهم، دنيا وآخرة.
اللهم آمين.