أقارب الرئيس لا يتركون شيئا لغيرهم
منذ حوالي أسبوعين كان ديينغ ميكا لا يزال موظفا مثاليا، وهو مثل نادر فى إدارتنا.. مديرا لعدة إدارات ثم مستشارا لوزير الطاقة، كانت ميزته أنه يعمل دون ضجيج ويتعامل مع الملفات التى تسند إليه دون أن يعبئ بما حوله. كان هذا قبل مجلس الوزراء قبل الأخير وقبل أشهر قليلة من وصوله لسن التقاعد، حيث أقيل من منصبه..
خطأه: كشف بعض الأسرار.. وانتقاده لاستيلاء البعض على الثروة المعدنية للبلاد. من بين الأشياء التى أوقعته كان هناك ملف نشرته مجلة فرنسية عن قطاع المعادن انتقدت فيه ما يرتكب من أخطاء، لكن لم يعرف من الذي أعطى المجلة فكرة عن ما وصل إليه القطاع؟ فبماذا أثار ميكا غضب السلطة بعد خمس وثلاثين من الخدمة. وهو الذي يمكن أن يكون غير مبال بالمستوى الذي وصلت إليه محاباة الأقارب وتجاوز القانون.
من البئر إلى التزويد مرورا بالشحن والعبور؛ تخضع الشركات المعدنية العاملة فى موريتانيا لابتزاز نمطي من طرف أقارب الرئيس الذي يعمل خطابه ضد الفساد كما يعمل السيف فى الماء. حتى ولو كانت الشركات تمتلك من المعدات ما يكفى لاستكشاف المنطقة التى حصلت فيها على الرخصة فإنها ستخضع لعملية مزايدة رهيبة. ولا يمر مجلس للوزراء دون إعطاء رخصة لا يبدو أنها أعطيت لشركة وهمية بقدر ما هي ممنوحة لأحد المحظوظين حتى يبيعها إلى إحدى الشركات الأجنبية.
وهل الأمر مقتصر على المعادن؟. وشركات الدولة التى لا تواجه مشاكل سيولة هي تحت الضغط الشديد بمثل هذه الأسلحة. مثل اسنيم وأنير وميناء نواكشوط وATTM، حيث يغزوها يوميا هؤلاء همهم إلتهام أي صفقة تخرج من أي من هذه الشركات: التنظيف: تأثيث المكاتب، قطع الغيار… لقد التهموا برنامج أمل حينما حصلوا دون مناقصة على كل صفقات العلف التى تمت.. لا شيء يترك للآخرين مهما قل.
Le Calame N° 879
ترجمة: الصحراء