التاريخ لا يرحم من لا يحذره / سيدي علي بلعمش
الزمان أنفو _
يقول المتنبي
إِذا غَدَرَت حَسناءُ وَفَّت بِعَهدِها /
فَمِن عَهدِها أَن لا يَدومَ لَها عَهدُ
وإنْ عَشِقَتْ كانتْ أشَدّ صَبابَةً / وإن فَرِكتْ فاذهبْ فما فِركها قَصدُ
وإنْ حقَدَتْ لم يَبقَ في قَلبِها رِضًى / وإنْ رَضِيَتْ لم يَبقَ في قَلبِها حِقدُ
و هنا نقول لولد محم خيرة و الشيخ سيدي محمد ولد معي و ولد الطيب و أمثالهم من المتملقين الأفاكين ؛ إذا غدر متملق وفى بعده / فمن عهده أن لا يدوم له عهد. ألم تكونوا أشد صبابة في عشقهم لهذا العلج الغبي؟ ألم تكونوا غواني في حقدكم على مخالفيه و في رضاكم على المطبلين لسخافاته؟
من يخون وطنه ليس كثيرا عليه أن يخون عزيز أو غيره .
كل تبريرات هؤلاء كانت أقبح من كل ذنوبهم : كانوا يمارسون التملق بكل حرفية و الآن يمارسون عملية التحول بتهريج مبتذل عن طريق الاعتراف بنصف الحقيقة (المتعلق بعزيز ) و التهرب من نصفها (المتعلق بسخافتهم و ارتهانهم لمصالحهم الضيقة) . الحقيقة أن عزيز كان أفضل منكم و كان أشجع منكم..
من أجل سواد عيون ولد عبد العزيز ، كان التافه ولد محم خيره يتهجم على رموز المعارضة الوطنية بما تعفف عنه زيدان .. كان ولد معي يتفه بتبجح المحتمي بالقوي “الخالد”، كل من ينتقد عصابة نهب عزيز الحقيرة.. كان ولد الطيب يصفق بيديه و رجليه بلا حياء ، داعيا لتبني أفكار عبقري زمانه و ثورة إصلاحه التاريخية : من يحبون أو يكرهون بهذه الدرجة من الانفلات العاطفي المتملق ، لا يمكن وصفهم بغير الصغار .. بغير الأنذال .. بغير ذباب الموائد و مهرجي القصور ..
مهمة المهرج هي ملء الفراغ و إلهاء الصغار بين فصول المسرحية. و يكفي هؤلاء سقوطا ، أن تكون مهمتهم دون مستوى تفاهات أكاذيب ولد عبد العزيز و حرابة عصاباته .
ليس من بين هؤلاء اليوم من يمتلك شجاعة الاعتذار للشعب الموريتاني حتى بعد اعترافهم بما ارتكبوه من جرائم في حقه من خلال تأليههم لمن لم يرتق حتى إلى مرتبة الصنم الخشبي.
و اليوم نقول لهم ، لا تستطيع أي معجزة – غير الموت – أن تحمي ولد عبد العزيز من السجن المؤبد و مصادر الممتلكات ؛ و بعد ذلك سيكون الحديث عنكم في محله كجزء من خدمه و حشمه و فواتير سرقاته غير المدفوعة ..
أما تطلعكم اليوم لغير ذلك، فلا يحتاج سوى أن نذكركم بأنكم أحرقتم مراكبكم في ليل مظلم بمرافئ لم تكن ..