يوميات مصابة بالكوفيد 2

الزمان أنفو _
اليوم الثاني

أنا شابة موظفة أتقن لغات عديدة فقدت والدتي مبكرا ولي مع الموت علاقة وطيدة،أمقته ويحب محيطي.

.خيل الي ضحى اليوم وأنا بين النوم واليقظة أن الأطباء يتجمهرون حولي فاستيقظت ليتضح انهم يتفقدون الخالة ويسجلون بعض المعلومات كما سجلوا درجة حرارتي وكانت طبيعية..عدت لسريري وأحلامي..استيقظت قبل صلاة الظهر بقليل كانت الخالة تتناول غداءها وهو وجبة دجاج تشبه في حيثياتها طعام مطعم سفانا والله أعلم..بدا أن حمى الوالدة قد تراجعت والحمد لله..خرجت الى الشرفة وبنظرة سريعة يتضح انها تطل على خلوات الشمال حيث التلال المتراصة وبعض الشجيرات الصغيرة..لايلوح في الأفق اي شكل من أشكال الحياة..أحسست رشحا غالبته خوفا من أن يكون بداية هجوم اللعين،أخفيته عنها..صليت الظهر وعدت الى الشرفة:حقا الدفن تحت أكوام التراب هذه مريع..هل سأنجو فعلا وهل سأستدبر هذا المشهد المرعب وأعود الى الحياة وبيتي ومكتبي..لأول مرة أتساءل..مر الطبيب وحيانا وانصرف وكأن الله بعث هذا الفتى ليمنحنا الأمل في كل دقيقة..لست عاطفية لكنني فعلا أحتاج الدعم لأن مصدره منشغل عني بالحمى والنوم..خالتي الرائعة..عاد الطبيب قبل انتهاء ورديته ضاحكا مقهقها هذه المرة وكأن الممرضين أخبروه للتو بتذمري ورغبتي في الذهاب
_ بعد يومين سنعيد الفحص وفي حال كانت النتيجة سلبية ستغادرين وخالتك وربما تبقى هي من يدري لكن حتى لو ظلت هنا فلن تخلفك الا بيوم او اثنين.
واضاف: مؤشراتك جيدة فقط جربي العيد في حينا الجميل..ضحك لكنني هذه المرأة بدأت أفكر في احتمال اخلاء سبيلي وتركها..يستحيل..انها أمي الوحيدة..لم أعرف من الأمهات غيرها..قدم لها قرصي كلوروكين وودعنا وكأنه يقول بتعابير وجهه: أنتم بخير وأنت فقط فتاة مدللة وتودين الذهاب للعب مع الأقران..هذا مايريدني أن أفهمه لكن حين نظرت الى خالتي الملتصقة بالسرير أحسست بالأرض تميد بي..لن يفرقنا الا الموت سنخرج من هنا معا أو نظل معا..سمعت الباب الكبير يوصد فعرفت أن مساءنا مع الوحشة والتفكير والوساوس قد أزف..بعد تناول فطوري (شربة تمر مذق ودجاج مشوي وفطائر لم أتناول منها) لاحظت أن عيني تلتهبان والصداع بدأ يستلمني ويزيد من حدته ثم بدأت أعطس..لعله الهجوم..قبل منتصف الليل اختفت هذه الأعراض وتذكرت أن الصداع ربما يكون بسبب تركي لنظاراتي الطبية في البيت أما العطاس والرشح فربما بسبب اطلالاتي من الشرفة الباردة…يومي هذا طبيعي بالنسبة لي وللأطباء..الغد يوم آخر.
من صفحة الأخ الزميل محمدالأمين محمودي

اليوم الأول:

يوميات مصابة بالكوفيد1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى