الباهاماس في زمن الكورونا
الزمان أنفو – كانت السيارة تجتاز دوار،البراد، قبل أن تسير بسرعة جنونية في اتجاه الشمال. ستصل مدينة نواذيبو في ثلاث ساعات إذا واصل السائق الحفاظ على نفس السرعة.لكنه شغل غمازة السيارة اليسرى فجأة قبل أن يقطع الطريق المعبد، المزدوج، عند لوحة كبيرة تشير إلى الشاطىء،مكتوب عليها”الباهامس ترحب بكم”..دقائق على الطريق الرملي الذي نحتته عجلات السيارات..يظهر مدخل يقف به عامل يوزع أوراقا على السيارات التي شكلت طابورا في انتظار الدخول،دفعنا ألف أوقية ليسمح لنا بالدخول..لاحظت أن بعض عابرات الصحاري تمر من الجانب الأيسر المليء بالرمل والحفر لتتجنب دفع ألف أوقية، يهدف الجميع في النهاية للوصول للشاطىء..لكننا نحمل اللحم وشرائح الكبد، ولابد من كراء محمل أو خيمة نستظل بها استحضارا لماضي الأجداد الغابر،لنستمتع بطعم المشوي على الجمر…والشاي على وقع أمواج المحيط الهادرة..
هنا ، حيث أنفاس الطبيعة النقية، تنسى أن العالم في حرب مع مخلوق ضئيل ،وخطير إلا أنه لا يرى بالعين المجردة، الناس يتراكضون في كل اتجاه دون احتراز..الأطفال يركبون جمالا أو خيولا.. أحضرت لاستنزاف جيوب الصغار أو جيوب آبائهم وأمهاتهم،وحتى الفتيات ركبن الجمال في تغنج،وكشفن عن سيقانهن تدلعا..في المساء عدت للسيارة وإذا بعجلتين نائمتين، شغلت المحرك الذي زمجر بقوة حين سارت السيارة في خفة على الكثبان،رغم صغرها كانت تسرع في اتجاه الأزرق الغامض..الموج يتكسر على الرمال..الشاطىء يعلو ويهبط..هكذا أشعر وأنا داخل سيارة الكورولا SE السابحة ..الهاتف يرن منبها ..”إلزموا بيوتكم..للمساهمة في الحرب “..يكررها في تداخل مع صوت المؤذن الجميل الذي يؤجج حنينا لصلاة الفجر مع جماعة غير متنافرة ..