سيد ولد محمد عبد الله ولد الطايع إلى جنات الخلد/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن
الزمان أنفو _
عرف الراحل بالإنفاق، لوجه الله ،سرا و علانية،و الدليل تفانيه الجاد العميق ،بأقوام لا طمع فيهم و لا مخافة منهم،و تلك علامات ابتغاء وجه الله،و أعرف من ذلك الكثير من الشواهد،فى سياق الإحسان على الفقراء و المساكين، و القيومين على المساجد و المشاركة فى بنائها و عمارتها،تقبل الله منه.و كنت كلما احتككت به نسبيا،و إنى بصراحة ، بطبعى ضعيف التحمل للإحراج،من ذوى القربى، يبادر هو شخصيا لاسترضائى،و كان آخر ذلك، قبل أشهر قليلة،حيث قال لي،أمام مكتب خالنا و والدنا المشترك،اشريف ولد عبد الله،حفظه الله و أطال عمره فى طاعته،و المفوض عبدات ولد دداهى ولد محمد سني ولد أحمد للطلبة،حفظه الله ورعاه،شاهد على ذلك.
قال لى المرحوم،كنت أود زيارتك فى المنزل،و تدخل المفوض، لأنه من أخوالى و أصهاري و خاصيتي،مخاطبا سيد، رحمه الله،لا داعي لذلك،فالأخوة أمورهم داخلية و تتجاوز بسهولة ،خصوصا مع “أخينا عبد الفتاح”.
فعلا تحدث السيد الوقور المحنك،عبدات ولد أحمد للطلبة ،و هو يقلب يديه، بذكائه و دهائه المعهود، و يبتسم فى هدوء، معبر متوازن!.
و فعلا كذلك، عرف الفقيد، رحمه الله ، سيد ولد محمد عبد الله ولد الطايع،بالمثابرة و الجد والنجاح و الشطارة فى الأعمال، و الرجولة،بكل معانيها الإيجابية الرفيعة،و قد تميز و أبدع فعلا، فى قطاع الصيد،تحت مظلة “شركات أهل عبدالله”،التى التحق بها مبكرا،فى رعيان شبابه،أيام المؤسس الأبرز ،السخي الحكيم الصبور،الخليل ولد عبد الله،رحمه الله،كما واصل هذا الرجل المتميز الذكي،و الماهر فى قطاع الصيد البحري، نشاطه،من بعد وفاة الخليل ولد عبد الله،رحمه الله،مع إشريف ولد عبد الله،حفظه الله و أطال عمره فى طاعته و مع عميم الخير النافع، لجميع المسلمين.
و للتذكير، ولد سيد ولد الطايع فى أطار ،فى أواخر سنة 1952،لأبيه، محمد عبد الله ولد الطايع، رحمه الله،و لأمه، زينب بنت الطالب عثمان، رحمها الله،و عندما وصل مرحلة شهادة ختم الدروس الابتدائية ،بعد تعليم ابتدائي متقن،حيث كان التعليم وقتها جادا و نوعيا،انتقل من أطار إلى نواكشوط،سنة 1970،حيث عمل سكرتيرا فى مفتشية الشغل،و انتقل بعد ذلك إلى أكجوجت و ازويرات،و فى مطلع السبعينات عمل مع أهل عبد الله،فى شركة PEREVET، للعمران و البنى التحتية،و التى كان يديرها قريبه حداي ولد عبد الودود ولد الطايع، رحمه الله،و عمل لدى هذه الشركة الواعدة أنذاك، فى كوركول بكيهدي،عاصمة الولاية المذكورة،و ضمن نفس الشركة و نفس التجربة،انتقل إلى نواذيبو،رحمه الله،سنة 1978،حيث توسع لاحقا، إلى قطاع الصيد البحري،و ليصبح بسرعة الممثل الرئيسي، لجميع أعمال أهل عبد الله،لحين موافاته الأجل المحتوم،ليلة الجمعة 5/6/2020،على مشارف تلك المدينة الاقتصادية الجميلة،عند الكلم 110،وحيدا فى سيارته ،بسبب الإجراءات الاحترازية،التى منعته من الترخيص لسائقه،لكن قدر الله و ما شاء فعل.
و قد استطاع سيد ولد محمد عبد الله ولد الطايع،كرجل أعمال ناجح،بإذن الله و توفيقه،نسج تجربة طويلة و متنوعة،أسسها على السريرة الطيبة الإيجابية،لصالح الجميع،و أقامها على الصدق و المكاشفة و الصراحة، و جودة و صرامة التسيير،ما شاء الله.
إنها تجربة عصامية مبدعة منتجة،تستحق الدرس و الفحص و التمحيص،و أفاد من خلال هذه التجربة، الدولة و آلاف الأفراد و مئات الأسر،من مختلف المشارب،و دون تمييز،فى الأغلب الأعم،و لذا شكل موته المفاجئ فى حادث سير،هزة و رجة، فى كثير من بقاع الوطن،و بوجه خاص فى أطار و نواذيبو و نواكشوط، و فى وسط علاقاته التجارية و الخاصة،فى اسبانيا بوجه خاص ،و كذلك فى السنغال و المغرب و فرنسا و غيرها.
و رغم هذه الجهود المعتبرة، فى قطاع المال و الأعمال ،لم يكن سيد ولد الطايع، رحمه الله،أنانيا،فمن المتوقع على وجه راجح،أنه خلف ثروة مالية و عقارية متوسطة،بالمقارنة مع ما كسب، و استفاد منه غيره.
رحل عن أخوين شقيقين وعيال و أبناء و بنات ،أعزيهم، فردا و فردا و نرجو لهم الصبر و السلوان و كامل التوفيق و العون من الله،بعد رحيل سندهم الوفي،و لا حول و لا قوة إلا بالله، العلي العظيم.
كما نشكر صاحب الفخامة، رائد الإصلاح و الإنصاف و تقدير جميع الشرفاء،محمد ولد الشيخ الغزوانى،على تقديم واجب العزاء،عبر وفد رفيع المستوى،بقيادة العلامة المجلسي الشهير،المكلف بمهمة فى الرئاسة،أحمد ولد النينى،جزاه الله خيرا،و زملائه الإداريين و الأمنيين فى وفد التعزية الرئاسية،المقبولة عند الله،إن شاء الله.
اللهم ارحم فقيدنا و تقبل منه و تجاوز عنه و احفظنا و سائر المسلمين من كل وباء و بلاء و ارحم جميع موتى المسلمين،و ارحمنا إذا صرنا مثلهم .
اللهم اجعل فقيدنا ممن قلت فيهم :”و من يطع الله و الرسول فأولائك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولائك رفيقا”،و ممن قلت فيهم :”إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ “.