حول التعيينات العسكرية الأخيرة / سيدي علي بلعمش
الزمان أنفو _
التعيينات العسكرية الأخيرة تشير إلى أشياء كثيرة و عكسها و هذا يعني (دون الخوض في ما ذهب فيه كثيرون من قراءات تطبعها العاطفة و التملق)، أنها تحتاج إلى قرارات و تعيينات مدنية لفك شفرة مغزاها الحقيقي.
لا شك أن البدء في الإصلاح و هو أمر ينتظره الجميع بفارغ صبر، يحتاج إلى تهيئة الأرضية أمنيا وسياسيا، بعد عشر سنين من ترتيبات مجرم ، وظف كل شيء في البلد لصالح خلوده في الحكم.
لقد تعودنا في هذا البلد الغريب ، أن الطاعة العمياء للحاكم لا تحسب على أحد و لا تنقص من فحولته و لا كفاءته و لا استقامته و لا نزاهته و بهذا فقدنا كل معايير الحكم على رجالات بلدنا عسكريين و مدنيين.
و سيكون علينا هنا للتاريخ (و نحن أحوج إليها منه) أن نثني على شجاعة و استقامة و جسارة الجنرال حماده ولد بيده الذي ظل يشكل حالة إزعاج للمجرم ولد عبد العزيز من دون أي تقصير في واجبه الوطني و انضباطه العسكري و وفائه لمهمته و هي لا شك مناسبة لا نفوتها هنا للاعتراف بالجميل لمن رد له الاعتبار اليوم إكراما لنفسه الأبية و احتراما لالتزامه بكبرياء الضابط الجمهوري و انضباطه و نظافته.
و عودة إلى موضوع هذه التعيينات التي نرجو أن تكون بداية ما ينتظره الجميع، أقول فقط أنها ستكون بلا أي معنى ما لم ترافقها إجراءات و تعيينات مدنية جريئة ، ترسم ملامح المشروع المنتظر و تقطع دابر هذا الكابوس الجاثم على صدور و عقول من يصنعون من هذا الخروف الجبان ، غولا بسبع أرواح ، ليس منه في شيء.
لا شك أن القيادات العسكرية في هذا النظام ، تملك أسرارا كثيرة هي سر غموض تصرفاتها و عدم استجابتها لتطلعات الشارع الملحة، لكن البحث لهم عن مبررات جميلة ليس من دورنا و لا من أفضل ما يمكن أن نقوم به.
إن دورنا و واجبنا ، أن ننتقدهم و نبين تقصيرهم و أن نصنع قبة من أي حبة خلل في تأدية واجبهم .
و على من يغضب من هذا الكلام أن يفهم أن ذلك ما أردناه بالضبط.