“اسويلم” يواصل حكايات مكب “سيزييم” _ المعرض الوطني(2)
الزمان أنفو _
لا أتذكر متى عرفته كل ما أعرفه أنه جزء مما فتحت عليه عيني بالمقاطعة السادسة،كان مزارا للعائلات في أيام العطل و هو المتنفس او المنتزه الوحيد حينها أو علي الأقل بالنسبة لنا نحن الفقراء ،ربما كانت توجد أماكن في حي تفرغ زينة لا نعرفها وهو أمر مستبعد إذ كنا ونحن صبية نجوب الأحياء، خصوصا “كبتال “؛ وتفرغ زينة ؛وننبش مكبات قماماتها( بوبل) وهي حاويات تضعها البلدية في كل حي لتحملها شاحنات للمكب الموجود عند الكلومتر سبعة مواجها لمقبرة الرياض حاليا كنا نسمي المكان Sept kilomètres وكنا نسبق عمال البلديةpoubelles (بوبلات )تفرغ زينة وكبتال والمطار قبل أن يفتشوها وياخذوا ما فيه الفائدة(طبعا بالنسبة للفقراء واعدد هنا بعضا مما قد يوجد العاب اطفال كهربائية فسدت محركاتها ولم تعد تروق لصبية تفرغ زينة بينما كنز بالنسبة لنا رغم أن” تروتروهاتنا” قوية.. كذلك الملابس و اعقاب الأحذية”تالوهات” الخ فضلا عن الاكياس وووو ).
لذا علي ما أعتقد أهل تفرغ زينة حينها لا يبحثون عن أماكن للهو بل ان تلفزيوناتهم وفيديوهاتهم كانت تفي بالغرض بالاضافة الي العطل بلاس بالماس واوروبا.
علي كل المعرض كان يحوي اصنافا من الحيوانات والطيور (الاسود،الضباع،القردة، الغزلان،الذئاب، التماسيح ،والسلاحف،وانواع الطيور )
كنا ونحن من لايملك ثمن الدخول نتسور الحائط وندخل ونسمي العملية ب(تبريلي) ونظرا لأننا كل يوم نفعل وباعداد هائلة، أصبح المشرفون يطردون أي صبي ليس معه اهله لذا قررنا أن نكون صداقة مع المشرفين هارونا ،دحود،محمد لحويبيب الخ ..
هؤلاء لكل منهم مزرعة بالتالي اصبحنا نسقي ونتعهد مزارعهم، التي كنا ننهب بعض غلالها ،وبالمقابل يتركونا في الأيام التي ليست عطل ندخل لنشاهد الحيوانات،سرعان ما زاد هذا الاتفاق ببند تنظيف أماكن الحيوانات وحتي تقديم الطعام لها والذي الغوه بعد تبينهم اننا نتشارك الحيوانات الطعام مما اسفر عن نقص غذائها واصبحت في حالة وهن خصوصا الأسود والضباع لان طعامها لحوم جيدة كنا نقيم بها حفلات شواء تحت اشجار المعرض الوارفة.
مما اذكره ان زوار المعرض كانوا يستاؤون عندما تبقي الأسود مستلقية غير ابهة بوجودهم ..أحيانا يدفعون لنا اواقي لنثيرها.
غير أن احدي بنات الحي اخبرتنا بأن الأسد يستثار بأن تتعرى عليه امرأة.
وأصبحنا نقنع النساء بأن تفعلن ذلك أمام الأسد حيث أنهن لا يشعرن بأننا نتقاسم الأدوار علي موقع خلف قفص الأسد يسمح لنا برؤية عريهن وفي المساء نتسامر ويصف كل واحد ما شاهد .ولا زلت أذكر(كوشي) يقسم بأنه شاهد امرأة خنثي ولم نصدقه الا بعد أن اخبرنا أبوبكر صاحب حانوت الحي أنه توجد هذه الحالات و تسمي (خنث مشكل ) ويستعيذ الله .
صار مبتغى وامل كل واحد منا هو مشاهدة الخنث المشكل و( كوشي) هو الخبير ويقول لنا تلك لها نفس الواصفات لذا حاولو اقناعها بالتعري علي الأسد. شاهدنا عشرات بل مئات الاعضاء التناسلية الانثوية بمختلف الأحجام والألوان ومن مختلف الأعمار بعضها يخيل إليك أنه خنث لكبر بظره والبعض وهو الغالبية العظمي لا نري شيئ من ضخامة الكشح والافخاذ ولا يحرك الأسد ساكنا لأننا لا نخزه بالعصي التي لايرونها الا بعد أن نشاهد السينما كما نقول وتحول أمر العري مع التحولات التي طرأت علي أجسامنا الي هواية بحث عن الخنث المشكل فصرنا نضع أجزاء المرايا تحت النساء والفتيات.
اما الصناع التقليديين فقد ارهقناهم صوعدا (معروف، احديد،ول سنبلو،ولد اعلي حداد،ولد جرقة…. الخ) كنا نبيعهم الخشب والنحاس والخردة لنعود لنختطفها من المشتري ونبيعها لآخر
كنا نصطاد الطيور ب (انبق) ونشويها بعد فصل رؤوسها وترديد العبارة(اندخلك لحلال انمركك لحرام) .
اما عرض الصين لبضاعتهم فكان موسم “گيطنتنا” او خريفنا.
نتسلق سقف البناء عبر مواسير الحديد التي شيد منها رغم ملوستها ونبقي علي السطح نتحين غفلة الصينين لننزلق عبر احدي الماسورات وننقض علي المنتوجات ونتسلق عائدين كما تعلمنا من ايام خدمة القردة والطريف اننا تاثرنا بهذه المخلوقات حتى لم يعد يستهوينا من منتجات الصينين الا الحلوي والبسكويت.
مطاردات الشرطة الغير جدية لنا حتى يدفع الصينيون وقدوم المسفرين ايام مراهقتنا ليتحول المعرض الي مخيمات وآلاف البشر يصلون ليلهم بنهارهم بعد أن كان المعرض موحشا ومخيفا بالليل يهابه الجمع ولا صوت يسمع فيه سوى زئير الاسود.
كل ذلك في الحلقة القادمة