من شوارع دار النعيم إلى اسبانيا ..اللعب عبدالله محمد محمود
عبد الله محمد محمود أو”تيته اكروس ” كما يُحب أن يُلقب، بدأ مسيرته الكروية سنة 2011 من أحياء دار النعيم ، وتحديدا من حي الزعطر العريق على يد المدرب الشاب صاحب الأخلاق العالية محمدن الدَّدْ ابيليل ، الذي يشرف على مركز” البلاك استارز” لكرة القدم حيث تخرج عبد الله .
في سنة 2016 ، لعب مع رفاقه أول بطولة شبه رسمية وهي كأس عمدة دار النعيم والتي تمولها منظمة “كاريتاس” واحتل فيها ناديه المركز الثالث، هذا بالإضافة إلى بطولات مصغرة تقام داخل الأحياء والتي حطم مركز “ابلاك استارز” الرقم القياسي لمرات الفوز بها.
“تيته “كروس” لم يعرف قط طريقا للعب خارج مسقط رأسه، مقاطعة دار النعيم، التي كانت بداية نجاحه في عالم كرة القدم ، لكنه في أواخر العام 2016 شارك في اختبارات أجرتها الاتحادية الوطنية لكرة القدم لاكتشاف المواهب ، واجتازها بجدارة ليتم اختياره ضمن كوكبة من الناشئين مثلت أنذاك منتخب نفس الفئة، تحت إشراف المدرب الشاب سيد احمد تكدي والتي سافرت إلى المغرب للمشاركة في بطولة شمال إفريقيا للناشئين .
بعد عودة منتخب الناشئين إلى أرض الوطن ارتأى القائمون عليه توزيع لاعبيه على الأندية الوطنية ليستفيدوا ويحتكوا بمن هم أكثر منهم خبرة ، حيث انضم عبد الله محمد محمود لنادي الجيش الوطني ، الذي كان ينشط وقتها في بطولة الدرجة الثانية ، ومكث احتياطيا في أغلب الأوقات نظرا لصغر سنه، لكنه وفي الموسم الموالي 2017 ، ازدادت ثقة مدرب نادي الجيش الوطني فيه، وصار من أعمدة النادي وشارك أساسيا باستمرار طيلة الموسم .
لم ينس عبد الله أو يتناسى يوما ما، صاحب الفضل عليه مركز “ابلاك استارز” حيث تابع معه لعب البطولات المحلية في دار النعيم، وتارة تسند له مهمةُ تدريب أشبال مركز ابلاك استارز، وكانت سنة ألفين وثمانية عشر هي عام وداعه للبطولات المحلية في دار النعيم، بعد أن تم اختياره ضمن التشكيلة التي ستشارك في بطولة كوتيف الودية بإسبانيا في نفس السنة ، وقدم هناك في بلاد الأندلس مستوى رائعا أبهر الكشافة الذين يحضرون عادة بطولة كوتيف لاختيار المواهب ، واستطاع أن يكون من بين أفضل عشرة لاعبين في البطولة.
بعد العودة من بطولة كوتيف الودية ، ولأن الزبد يذهب جُفاء وما ينفع الناس يمكث في الأرض ، بدأت العقود المحلية والخارجية تترى على لاعبنا الموهوب، حيث وقع عقدا مع نادي أف سي انواذيبو ، وقبل بداية الموسم واللعب مع النادي البرتقالي، قدم له نادي “ديبورتيفو ألافيش” الأسباني عقدا لثلاث سنوات، لم يتردد اللاعب ولا ناديه الجديد في قبول العرض ، ليشد الرحال بعيدا عن اللعب في ملاعب دار النعيم وساحاتها العمومية ، إلى أجواء الليغا الأسبانية وبالتحديد من بوابة نادي “ديبورتيفو ألافيش” حيث انضم عند قدومه للفريق الرديف ، قبل أن يفرض نفسه آخر الموسم الماضي على النادي وينتزع مكانا له في الفريق الأول ، ليلعب أولى مبارياته في الليغا ضد “الأتليتكو مدريد” وقدم أداء أشادت به كل وسائل الإعلام الأسبانية والعربية.
أداء عبد الله محمد محمود هذا جعل ثقة مدرب ألافيش تتجدد فيه مرة أخرى، بل مرات متتالية -ليكون أول موريتاني يلعب ضد نادي ريال مدريد -بعد أن تم استدعاؤه ضمن قائمة ناديه التي واجهت “الكالاكتيكوس” وخسرت بهدفين نظيفين، في مباراة وجد عبد الله نفسه وجها لوجه ضد ملهمه ولاعبه المفضل الذي حاز لقبه، “توني اكروس”
عبد الله محمد محمود تم استدعاؤه من قبل الناخب الوطني كورونتين مارتينس لتمثيل المنتخب الوطني “المرابطون” ، والذي سيكون لا محالة أحد أبرز نجومه في السنوات القادمة بإذن الله.
تمنياتنا لنجم المنتخب الوطني، ونادي ديبورتيفو ألافيش عبد الله محمد محمود الملقب “تيته” كل التوفيق في مسيرته الكروية .
المختار اميليد | كاتب وناشط رياضي