حركة جديدة تثير حفيظة قيادة الرابوني
حركة “صحراويون من أجل السلام” تقض مضاجع قيادة “بوليساريو”
تتواصل حملة السب في حق مؤسسي و أعضاء حركة جديدة من أبناءوأبناء الصحراء والغيورين على مستقبلها .
بدأ الغليان على «فيسبوك» ، بعد أن خرجت من رحم الصحراء “حركة صحراويون من أجل السلام”، التي جمعت في صفوفها لائحة طويلة من أطر وكوادر عسكرية سابقة في الجبهة، بالإضافة إلى العشرات من الشباب والنساء الذين انضموا لها، كيانا بديلا وجامعا لأبناء الصحراء بمختلف مشاربهم، وكذلك منفتحا على الحوار بحثا عن حل ينهي معاناة سكان مخيمات تندوف، ويلم شمل العائلات على أرضهم. فمنذ الساعات الأولى لإعلان تأسيس الحركة على صفحتها الإلكترونية، استنفرت الجبهة مدونيها وكتبتها وقيادتها، لتقود حملة من كيل السباب والشتائم في حق أعضائها، والتشهير بقادة الحركة وتخوينهم على صفحات “فيسبوك” والمواقع التابعة للجبهة. أول ردود فعل الجبهة كان “بيان التباكي” الذي صدر عن أمانة التنظيم، والذي كالت فيه قيادة الرابوني سيلا من اتهامات التخوين في حق أعضاء الحركة، مستعينة بخطاب ركيك ومتقادم، تحاول من خلاله استجداء مشروعية فقدتها عند الصحراويين، واللعب على أوتار المؤامرة والأيادي الخارجية التي اعتادت على لعبها في مثل هذه اللحظات. فقد أثبتت لغة البيان أن الجبهة بقيادتها معزولة تماما عما حولها من المتغيرات التي يعيشها المجتمع الصحراوي، مع بروز أجيال تتطلع إلى غد أفضل خارج المخيمات التي باتت سجنا كبيرا ضاق بأحلامهم و آمالهم. ولا غرو أن يكون بيان أمانة التنظيم بهذه اللغة، لأن “حركة صحراويون من أجل السلام”، ومنذ الوهلة الأولى، قد قضت مضجع القيادة، التي أثبتت عدم قدرتها على التجديد في خطاباتها أو مواقفها، وبقيت متصلبة، تعيد تدوير الوجوه نفسها، وإنتاج الشعارات نفسها، وترغم الناس على القبول بها، وحيدة دون غيرها في المشهد. وتوالت ردود فعل القيادة، إلى أن وصلت حد الدفع بخطري أدوه، الرئيس السابق “لبرلمان الجبهة”، والذي عرفناه، نحن الذين عشنا معه عن قرب، إنسانا قليل الكلام، يهرب من واجهة الأحداث أو مواجهة الناس، ليشارك في مقابلة على “تلفزة الجبهة”، ويزيد من اقتناع المتتبعين أن “حركة صحراويون من أجل السلام” أصبحت مصدر إزعاج حقيقي للبطيل وغويلي ولبيشير، الذين لم يجدوا سوى خطري أدوه ليجعلوا منه حطب معركتهم ضد الحركة. فقد بدا أدوه متشنجا على غير عادته، وهو يكرر خطابات غلب عليها ترهيب وشيطنة قادة الحركة، وإعادة أسطوانات مشروخة من عصور الشيوعية البائدة. مما اعتبره الكثيرون لحظة أخرى فضحت ما يدور داخل هياكل التنظيم، وكيف أن القيادة التي لا تزال حبيسة حقبة السبعينات التي تآكلت معاجمها مع انهيار جدار برلين، لم تستطع مواكبة لغة العصر التي لا تؤمن بجمود المواقف وتصلبها، و راحت تسب الصحراويين، لأنهم اختاروا البحث عما يخرج بهم من عنق الزجاجة التي وضعتهم فيها منذ 45 سنة. عصابة الرابوني حَرَّكت أيضا آلتها الدعائية من صفحات “فيسبوكية” ومواقع مأجورة، للترويج للمواقف نفسها، والسير في منحى التهجم على أعضاء الحركة، واستباحة أعراضهم وحياتهم الخاصة، وبث خطابات الكراهية ضدهم، بشكل أثار موجة كبيرة من التنديد عند عموم الصحراويين، الذين انتقدوا الأساليب غير الأخلاقية التي تنتهجها قيادة بوليساريو ضد معارضيها مسخرة في سبيل ذلك ذبابها الإلكتروني، من أجل شيطنة و تخوين من خالفها الرأي، والتضييق على حرياتهم وحقوقهم، وربطهم بما تسميه “أجندات مغربية خفية”. ما لم يكن في حسبان قيادة الرابوني هو أن حملتها انقلبت ضدها حيث لم يكن بإمكان “حركة الصحراويين من أجل السلام” اختراق خيام جميع الصحراويين أينما وجدوا في هذا الوقت الوجيز، لتصبح موضوع اهتمامهم وأمل خلاصهم، لولا الإفلاس والانحطاط والعنصرية التي اتسمت بها ردة فعل عصابة غويلي، في حين أكدت الحركة الجديدة نجاعتها بديلا جامعا لأبناء الصحراء على اختلاف تلويناتهم السياسية وآرائهم، بل إنها بثت نفسا جديدا في الفعل السياسي عند شريحة واسعة من الأطر الذين ضاقوا ذرعا بسلوكات بوليساريو، وأصبحت متنفسا حقيقيا للتدافع البناء سعيا لإيجاد حل يُمكن من إنهاء مآسي صحراويي المخيمات وعودتهم بكرامة لبلادهم.