Tahalil: قصة من واقع نواكشوط
لقد التقيت بأحد مواطنينا إبان تصاعد الاحتجاجات الفئوية فى العام 2007، وتحدث لي عن مشاعره. وقد نشرت ما باح به على صفحات الجريدة فى نفس العام وأعدت نشره قبل أيام. لقد تحسنت حالته السكنية بفضل قطعة صغيرة جدا من الأرض وغرفة من الاسمنت. لكن مخاوفه ما زالت هي هي فى العام
2007. لماذا لا يبسط وجهه فى وجه زوجته؟ يقول أنا لا أنتمى لأية أيدلوجية ولم أتلق فلسا من الدولة التى لا أحتفظ لها بغير الذكريات السيئة من خلال ابتزاز موظفيها. لقد عدت عبدا مسترقا، يرحل أو يعمل به أي عقاب آخر. قصتى بسيطة للغاية. بعد أن فقدت قطيعى من الماشية؛ حاولت أن أكون تاجرا وأنا اليوم أعيش فى الأحياء العشوائية بنواكشوط. اثنان من أبنائي فى السجن، بعد قضايا مخدرات وسرقة.
لكن لماذا جئت إلى هنا لأكون فى هذه الفوضى؟ نواكشوط الملعونة التى قدمتها فى عام 1988 آملا أن أنهي الحياة البائسة التى عشتها فى آوكار بين الإبل والغنم. الماشية التى كان يمتلكها أبي كنت أرعاها بنفسي حيث لم تكن لدي القدرة على استئجار من يرعاها بدلا عني.
بعد وفاته (وهو الرجل الذي عاش 60 سنة على الرحل)؛ بعت بإشارة من زوجتي وفى ظل تآمر إخوتى علي نصيبي من الماشية. وتوقفت عن رعي الماشية، وأصبحت تاجرا حضريا. زوجتي أقنعتنى بأن هذه المهنة سوف تكون مريحة ومربحة. بعد أربعة أشهر من مجيئي إلى العاصمة سرق دكاني فى الكبة. وبدلا من أن تأتي باللصوص وتعيد لي مالي؛ كانت الشرطة تبتزني. ففقدت بالتالي رأس مالي الصغير.
أصبحت حارسا ليليا، وأحيانا فراشا، والآن أبيع بطاقات التزويد عندما يكون ذلك ممكنا. زوجتي تركتني، لذلك أعيش لوحدي، فى هذا المكان الذي كان مقفرا قبل عملية الترحيل. أنتمى إلى قبيلة عريقة من البيضان مخلدة بالأشعار والأغاني. لكن هذا الأصل لا يجدي نفعا فى هذه الدولة. فلماذا أجد حلا لهذه المتاعب؟
ما ذا أفعل؟ هل أعود إلى آوكار؟ هناك يوجد إخوتي.
Tahalil N 259