الكوري ولد حميتي: جيء بي من المعتقل إلى الرئاسة لأرد على أسئلة هيدالة حول بوخريص وعدود

altكذب القيادي في “التنظيم الوجدوي الناصري” السابق الكوري ولد حميتي معلومات وردت عنه وعن الناصريين في كتاب نشره موقع الأخبار الموريتاني منسوبا إلى الرئيس الموريتاني الأسبق.

وتدور هذه المعلومات حول اعتقالات 1984 ضد الناصريين.

وكشف ولد حميتي ما جرى بينه وهيدالة بحضور الرئيس الاسبق معاوية ولد الطايع الذي كان قائدا للأركان خلال لقاء في مبنى الرئاسة بعد استشهاد الناصري سيدات تحت سياط التعذيب.

وقال ولد حميتي -في مقال- إن اللقاء جاء بطلب من هيدالة الذي كان يخاف من انتقام قبلي بعد موت سيدات الذي هو ابن عم ولد حميتي.

وطلب ولد حميتي شهادة معاوية في هذه الوقائع.

وأضاف ولد حميتي أنه بأمر من ولد هيدالة جرى لقاء الليلة الموالية مع معاوية في مقره الرسمي من أجل مواصلة الحديث ، غير أن معاوية -وفق ما ذكر ولد حميتي- لم يسأل عن أي شيء ذي صلة بالاعتقالات مشيرا إلى أن كرم الضيافة جعله يحس أن الرجل يعد لتغيير النظام.

نص المقال:

بسم الله الرحمن الرحيم

“رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ” صدق الله العظيم .

توضيح

لقد إطلعت على كتاب منسوب الي الرئيس السابق محمد خون بن هيداله بعنوان: “هذه تجربتي”، من إعداد وكالة الاخبار ذات التوجه الاسلامي , و قد تم في هذا الكتاب التطرق الي العديد من القضايا، بما فيها الوضع السياسي في الثمانينيات وخاصة رؤية النظام انذاك للخريطة السياسية , و كيف تعامل معها.

وفي هذا الاطار تعرض الكتاب لعلاقة نظام ولد هيدالة بالناصريين ورؤيته للحركة الإجتماعية التي قام بها هؤلاء سنة 1984 م , والتي وصفها بأنها كانت تستهدف بلبلة الوضع السياسي.

ومن أجل أن لا يلتبس الحق بالباطل وإزالة أي غموض بالنسبة للأجيال القادمة، أردت توضيح بعض الامور المتعلقة بأحداث 1984 والتي هي في الحقيقة لا تتجاوز كونها مطالب تقدم بها المنتمون إلي إتحاد العمال الموريتانيين, وإلي إتحاد الطلاب الذين كانت قيادتهما أغلبيتها ناصرية , وتفاديا لفتح الجراح التي لم تلتئم حتى الان، فإن ما نسب للناصرين في هذا الكتاب من مواقف وتصريحات تعد أقرب إلي تلفيق الإتهامات منها إلي كتابة التاريخ .. و في هذا الإطار لا أعرف هل ذلك عائد إلي السيد الرئيس أم طرف آخر، وهذا ما جعلني أشك في أن يكون السيد الرئيس قد قال فعلا ما نسب إليه في الكتاب من كلام لا يليق بمقامه و خاصة المس من تيار وطني ظل وفيا لوطنه وأمته , و عسكريين كانوا حماة نظامه و ظل متمسكا بهم في مناصب قيادية قمة في الحساسية، مثل قيادة الدرك وقيادة الحرس , كما أنني لا أري أن له مصلحة في التحدث بأمور غير حقيقة عني شخصيا أو عن هؤلاء , الذين ظلت العلاقة بينه وبينهم علي أحسن ما يرام حتى آخر يوم من نظامه.. وعليه فإنني أتوقع و آمل أن يصحح السيد الرئيس ما نسب إليه من تصريحات سعيا إلي إظهار الحقيقة ليس إلا.

لقد جاء في الكتاب أن السيد محمد خون بن هيداله سألني هل صحيح أن مولاي بن بوخريص قد طلب منا تنظيم مظاهرة لتوتير الأوضاع وهل صحيح أنني أعترفت بهذه المعلومات في التحقيق مع الشرطة لكن الغريب هو أن الجواب علي هذين السؤالين لم يرد في الكتاب.

ومهما يكن فإنني أريد إعطاء التوضيحات التالية :

1 – علاقة الناصرين بشكل عام – أي علي الصعيد القومي – مع ليبيا قد توقفت منذو إعلان النظرية العالمية الثالثة و إغلاق مكاتب رابطة الطلبة الوحدويين الناصرين في طرابلس سنة 1982 م

2- بالتأكيد أنه كان للنظرية العالمية الثالثة (الكتاب الأخضر) أنصارها في موريتانيا وقد يكون من بين هؤلاء بعض العناصر التي كانت لها توجهات ناصرية في يوم ما , لكن التنظيم الناصري عندما كان قائما لم يتعامل مع ليبيا وظل محافظا حتى النهاية علي استقلالية قراره اتجاه ليبيا و غيرها .

وفي هذا الإطار أريد إأن أزيل أي لبس قد يحدث- إن لم يكن قد حدث في أذهان البعض- أن لليبيا دورا فيما حصل من انقسام داخل الحركة القومية في موريتانيا , لأوضح أن الانقسام بدأ من أطار نهاية سنة 1971 م، ليعم بشكل تدريجي فيما بعد وهذا كله حدث قبل زيارة القذافي لموريتانيا سنة 1972 وقبل إفتتاح المركز الثقافي الليبي في أطار الذي لم يكن مديره في أي يوم من الايام محمد سعيد الكشاط .

3- فيما يخص أحداث 1984 فهي ليست لها أهداف سياسية و ليس لليبيين أي دور فيها فهي كانت مطلبيه فقط لكن تم إستغلالها من طرف الجهات التي كانت تخطط للإطاحة بالنظام بتوجيه فرنسي و التي دفعت في إتجاه توسيع الإعتقالات و ممارسة التعذيب بشكل فظيع لإثارة الناس ضد النظام.

4- أما فيما يخص الصراعات داخل الناصريين آنذك و الانقلاب علي القيادة فهذا لم يحدث منه أي شيء ومن قام بتأطير تلك التحركات الإجتماعية فقد فعل ذلك بتفويض من الهيئة التنفيذية للتنظيم.

5-أما الحديث عن عناصر كانت علي صلة بالنظام و أخرى دفع بها هذا الأخير للحصول علي معلومات بعد أن عجز عن الحصول عليها بواسطة مولاي ولد بوخريص- حسب ما جاء في الكتاب- تجدرالإشارة أولا إلي أن مولاي ولد بوخريص لم يكن في أي يوم من الأيام في وضع يمكنه من الحصول علي معلومات عن الناصريين يمكن له أن يزود بها النظام , كما أنه لا يمكنه أن ينزل إلي هذا المستوى من الإنحطاط , فهو رجل ذا أخلاق عالية , وعلي كل حال فإن مولاي ليست له أي علاقات سياسية فاحري أن تكون تنظيمية بالناصريين , فهيئات التنظيم انذاك كانت محصنة وتأكد ذلك خلال الإعتقالات.

فبالرغم من أن اللوائح قد تم إعدادها من طرف المكتب 2 بالجيش الوطني , و مكتب الدراسات و الإدارة العامة للشرطة , لم تتمكن السلطة من تحديد هويات العناصر القيادية ولا أن تعرف من كان وراء التحركات حتى بدأ البحث عن حل لمشكل الاعتقالات، يتمثل في إطلاق سراح التلاميذ المعتقلين مقابل وقف الحراك المدرسي , وكان ذلك من خلال مبادرة من المنظمين , ففي هذا الوقت بالتحديد عرف النظام من هم وراء الحراك فأصدرت الأوامر ليبدأ إعتقال العناصر التي يرى أنها قيادية.

6- أما ما نسب إلي في الكتاب و المتعلق بمولاي ولد بو خريص فهو عكس للحقيقة تماما.. فما حدث هو كالتالي :

خلال استجوابي الذي استخدمت فيه كل أنواع التعذيب و كان آخرها الضربات الكهربائية وهو الأستجواب الذي فقدت فيه الوعي مرتين لأدخل في غيبوبة استمرت عدة أيام، نتج عنها تدهور في صحتي , تزامنت مع استشهاد ابن عمي: المرحوم سيدات ولد لبات يوم13/04/1984 وعندها أصبح النظام يخاف من ردة فعل قبلية , و لمواجهة تلك الوضعية تم إستدعاء قيادة المجموعة التقليدية من طرف وزير الداخلية ليقدم لها الإعتذار و يطمئنها علي وضعيتي الصحية و في الوقت نفسه قرر السيد الرئيس محمد خونه زيارتي في مكان الإعتقال للتأكد من حالتي الصحية كما تقرر إرسالي إلي دكار إذا لم يحدث تحسن سريع في وضعيتي الصحية فبقي إبن اميشين يماطل ويقول بأن حالتي عادية , عندها قرر الرئيس أن يأخذوني إلي القصر الرئاسي ليتأكد هو شخصيا من حالتي, وكان قبلها قد ذهب إلي ادرار وجاء بأحد أعيان القبيلة سبق و أن تعرف عليه في الجيش الوطني , لتهدئة الأوضاع وفي 17/04/1984 أتوا بي إلي القصر الرئاسي، فوجدت الرئيس السابق معاوية ولد سيد احمد ولد الطايع جالسا إلي جانب هيداله وبعد تبادل التحية سألني هيدالة عن أهداف الحراك- خاصة أنه كان قد سبقه الإضراب العام في شركة “اسنيم” والذي شلها مدة ثلاثة أسابيع- فشرحت له رؤيتي للأمور فسألني عن العلامة محمد سالم ولد عبد الودود رحمه الله, والذي كان آنذاك يشغل منصب رئيس المحكمة العليا، هل هو ناصري؟ وهل قلت فعلا إن مولاي ولد بوخريص ناصريا؟ فأوضحت له أنه بالنسبة لمولاي بن بوخريص عندي معه قرابة في الدم ولم أسمع منه أبدا أنه ناصري وإذا كان نسب إلي شيء آخر، فمعناه أن ذلك كان في فترة غيبوبتي.. وحسب معرفتي به فإنني أعتبره رجلا وطنيا فحسب , أما محمد سالم ولد عدود فلا أعرف عنه سوى كونه رجل علم .

وبالفعل إنتهزت الفرصة لأضع الرجلين في الصورة بالنسبة لما حدث وكان من نتائج هذا اللقاء توقيف التعذيب و كذلك الإستجوابات بالنسبة للجميع .

وأشير هنا إلي أن هذا اللقاء انتهى بدون أن ينطق معاوية ولو بكلمة واحدة , وفي نهايته التفت محمد خونة إلي معاوية وقال له : “تواصلان الحديث ليلة غد عندك” , وبالفعل أحضروني إلي منزل معاوية الرسمي و لم يسألني خلال هذا اللقاء عن أي شيء له علاقة بالأحداث ونتيجة لحسن الضيافة وطبيعة الحديث، شعرت بأنه يعد لتغير النظام بدون أن يصرح بذلك.. وبالمناسبة فإنني أطلب منه إن هو إطلع على هذا التوضيح – الإدلاء بشهادته على ما تم خلال ذاك اللقاء مع هيدلة والذي تم كله بحضوره .

عن مورينيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى