العلامة الددو في مؤتمر “يدا بيد “:الحفاظ على الوحدة واجب شرعي
قال العلامة محمد الحسن ولد الددو إن التنوع في اللون والعرق واللغة آية من آيات الله ومن آثار قدرته وهو مؤقت وخاص بالحياة الدنيا ففي الآخرة لا يوجد غير السعداء والأشقياء وحتى في القيامة الصغرى القبر لا يميز بين الغني والفقير ولا بين العالم والجاهل موضحا أن للتعارف معنيين أحدهما يعني حاجة الناس للتعاون فيما بينهم حيث يرفد بعضهم بعضا والثاني الانتساب ومن المعروف أن الناس كلما تحضروا نسوا أنسابهم.
وأوضح الشيخ الدوو الليلة في حفل افتتاح موسم جمعية يدا بيد بقصر المؤتمرات إن الله أختص الأمة الإسلامية بكونها خير أمة أخرجت للناس فالأخوة فيها على أساس الفكرة والعقيدة وليست مبنية على الأهواء والنزعات الشيطانية والأرضية، فأخوة الدين تحرير للبشرية من الظلم والتمايز العنصري والقطيعة والضغائن فيما بين بني الانسان. وأضاف الشيخ الددو أمام المئات من الرجال والنساء الذين غصت بهم مقصورات قصر المؤتمرات أن اللغة العربية عامل وحدة بين المسلمين فقد اختارها الله تعالى لحمل رسالته إلى الناس وجعلها ناظما لهذه الأمة ، كما جعل الصلاة تنظيما لكل شؤون الحياة وهي كذلك أحد مظاهر وحدة المسلمين واجتماع كلمتهم حيث هناك إمام يقتدى به وصفوف تجب تسويتها وهي جامعة لكل المصلين لتكون بذلك رمز وحدة واستواء على طريق الحق والانتظام وعدم الإختلاف. وفي كلمته علق الشيخ الددو على سورة الحجرات التي كانت مفتتح الحفل مشيرا إلى أنها حذرت المسلمين من 13 سببا من أسباب البغضاء والشحناء كسوء الأدب والتعدي على الصلاحيات وعدم التثبت في نقل الأخبار والغيبة والمن وإدعاء الإنسان ما ليس فيه …الخ واصفا السورة الكريمة بأنها دستور الحالة الاجتماعية وصمام وحدة المجتمع وباجتناب هذه المحاذير تتآلف القلوب وتنقطع كل أسباب الفرقة والنزاع مستشهدا بالنصوص التي تحرم الفرقة وتحذر من إفساد ذات البين بين المسلمين. وتأكيدا لمعاني التعارف والأخوة أوضح الشيخ الددو أن اجتماع المسلمين على المحبة والتآلف في الله –مثل هذا الجمع – يسر الرسول صلى الله عليه وسلم باعتبار المحبة في الله أقوى عرى الإيمان وكذا البغض في الله داعيا إلى اللين في يد المسلمين وصرف الشدة والقوة إلى أعداء الاسلام ” أشداء على الكفار رحماء بينهم …الآية ” واختتم الشيخ الددو بالقول إن الإخاء من خمسة أركان بنيت عليها الدعوة الإسلامية إلى جانب الربانية التي شرحها بإخلاص العمل لله والتربية والتدرج والمرحلية ثم الأخذ بالأسباب . وقد علق على كلمة الشيخ الددو الإمام الداعية بال محمد البشير حيث قدم قراءة في دلالات الحادثة التي وقعت بين الصحبيين الجليلين بلال بن رباح وأبي ذر الغفاري –رضي الله عنهما -وكيف علاج الرسول صلى عليه وسلم الموقف ليؤكد المساواة بين الناس أمام الله تعالى وكيف كانت الحادثة مثالا لمعاملة المسلم لأخيه المسلم من خلال الأخذ بالعفو والتسامي فوق الحقد والكراهية.
السراج