موريتانيا بين اسلاليخ بيرام و مسالخ عزيز
كتب سيدعلي بلعمش:
الزمان أنفو _
بيرام الذي أحرق أنفس كتب الفقه المالكي (و لم يكن من بينها ما يتكلم عن العبودية كما عرفها و لا كما مارسها أسياده)، قَلَّ أن توجد فيها صفحة إلا و بها من الآيات القرآنية المطهرة و الأحاديث النبوية الشريفة، ما تشهق السماء من لمس أيادي بيرام الآثمة له ، كان حينها يقوم بعمل استعراضي مدفوع الثمن من مسالخ العداء للإسلام لتشويه دين الفطرة ..
بيرام الذي وصف موريتانيا بالآبارتايد و هو يتربع (بلا شهادة) على كرسي أكبر هيئة تشريعية في البلد، كان يقدم عرضا بهلوانيا لا تُنالُ بقايا مسالخه القذرة ، إلا بالإساءة إلى العروبة بما عجزت عنه أعداؤها التاريخيون.
بيرام الذي زوده ولد عبد العزيز بأكثر من مائة توقيع (دون علم أكثر أصحابها) ، للمشاركة في انتخابات ، لن يفوز فيها لو عاش ألف عام و أمر ولد بلال بحجز المكانة الثانية له فيها ، نكاية بالمجتمع و تشويها لسمعة أشرف مناضليه، لم يكن إلا إحدى جرائم ولد عبد العزيز في حق هذا البلد و لن يكون بعده سوى إحدى فضائحه التي نصحوا كل يوم على عشراتها ؛ فلا تذهبوا بعيدا في البحث عن معنى ما يحدث اليوم.
قد يفوت الكثيرين ، أن انتقاص بيرام لعروبتنا ببربريتنا المتكرر على لسانه ، يسند ظهره بسخافة إلى ما تفيض به ألسنة جهلة جماعة عزيز من بغض للزوايا : لو كُنتُم مؤهلين لفهم التاريخ ، لخجلتم ممن أنتم في عيون البربر.. من أين أنتم من أمجاد البربر.. من أين أنتم من قامات البربر…
لقد هانت حقا حتى سامها بيرام و عزيز ..
و يعيش كثيرون مثل بيرام، (سعداء و بكل راحة بال و ضمير)، على فضلات مسالخ النخاسة مقابل الإساءة إلى العروبة و الإسلام، فباعوا و اشتروا و عرضوا خدماتهم في كل المسالخ بأتفه الأثمان . و ما زال بيرام ، المُطالِب اليوم بتوسيع مسالخه (إيرا و الرك)، في حل معلن من “مذبوح على الطريقة الإسلامية” ..
لا أحد يباري بيرام في استرضاء مسالخ النخاسة و لا في فنون قتال كلابها على ما تعففت عنه قططها السمان من بقايا جثث ضحاياها الكثر:
باع “العبيد” ..اشترى”الأحرار” .. شوه سمعة الوطن.. أساء إلى الدين . و جهلا بتاريخ العرب المسجو بفسحة الانتماء الحضاري الأوسع، بَرْبَرَ و حَرْطَنَ و كَوَّرَ ، بحثا عن مَعّّرَّة يأبى الله أن تخرج من غير قمقم باعه المريض و حُرقة حقده الدفين.
لا يستلطف بيرام من كل أمجاد العرب غير نشوة الخمر و لا يعجب ليلاه من كل تاريخهم البديع، غير تقمص دور العامرية..
و قد نسيَّ الزعيم بيرام أنه لم يولد في بيت ولد أمسيكه و لم يترب في محظرة ماء العينين و لم يتدرب في كتائب بكار ولد اسويد أحمد، فكان من الطبيعي ، حين أراد أن يكون بطلا مغوارا – دون سابق تصميم – ، أن يتحول إلى أضحوكة يتندر بها الجميع.
كانت كل عبقرية بيرام في ثقافة المسالخ .. في البراعة في تلميع بلاط المسالخ.. في المهارة في جمع فضلات المسالخ .
و حين انفرط العقد ، أصبحت فضيحة كل حلقة من تاريخه المخجل، تفضي إلى أختها على ألسنة أقرب الناس إليه ، لا على ألسنة أعدائه الأكثر من أخطائه؛ لأن أخطر أعداء اللئيم هم دوما أقرب الناس إليه ، تماما كما يحدث اليوم أمام دهشة الجميع لصانعه و أقرب مقربيه و شبيهه في الشؤم و الغباء ، اللص ولد عبد العزيز.
و مخطئ طبعا من يعتقد أنه كان من محض الصدف ، أن يسقط الاثنان في نفس الوقت في نفس الحفرة التي حفرا لموريتانيا : لا تنتهي الأشياء إلا بنهاياتها . وحين تنتهي أي لعبة تتهاوى كل سقوفها لتتحول في لحظة إلى ركام..
فلا رد الله بأم عمرو و لا رد بحمارها..