محمد الكبير ولد حرمه العلوي عالما وعالما
كتب محمد المشري:
الزمان أنفو _
بسم لله الرحمن الرحيم
كان من حسن الطالع أن لقيت، وذلك للمرة الأولى، أواسط العام 1992 م، المرحوم محمد الكبير ولد حرمه ولد عبد الجليل (1936 -2006 )1 بمنزله العامر بمدينة سلا المغربية، ثم توطدت العلاقة بعد ذلك، وربما أقمت في بيته الشهور تلو الشهور.
كنت أسمع الكثير عن الرجل قبل لقائه، وشيئا فشيئا أخذت أكتشف نمطه في الوجود لأعرف بنفسي أي رجل هو، وليس من رأى كمن سمع.
*1 – الشخصية الفريدة*
رأيت رجلا مديد القامة بهي الطلعة مهيب الملامح سريع البديهة حاد الذكاء قوي الذاكرة سخي الكف حاضر النكتة.
وإن شخصيته، إلى ذلك، وفوق ذلك، تتدفق أريحية وبهاء وصدقا وتشع نقاء وسناء وبعد غور وانفتاح أفق.
كان محمد الكبير عالما واسع الاطلاع متبحرا في فنون كثيرة، وكان شاعرا مجيدا بالفصحى والعامية،
والحقيقة التي لا مناص من الإقرار بها أن العلماء كثير والشعراء أكثر ولكن شخصية محمد الكبير نادرة.
لم يكن الرجل عالما فحسب بل كان أيضا عالما بفتح اللام وأي فتح، عالما واسع الأفق مترامي الأطراف بالغ الثراء والقوة والأصالة، عالما يملؤه التقوى والكرم والشهامة والإباء ويزينه التواضع والبساطة والدعابة وتتعانق فيه أحلام الحرية والوحدة والبناء الحضاري.
وإن الباحث الذي لا يكتفي بملاحظة الظواهر وتسجيلها سيتساءل عن منابع شخصية الرجل ومصادر إلهامه.
هل تعود إلى طول صحبته للكتب والناس؟ أم إلى أسفاره وتجاربه في الحياة؟ أم إلى تربيته ومحيطه؟ أم هي خصائص فطرية جبلية؟ أم مواهب وراثية؟ فالرجل حفيد العلامة الكبير ذائع الصيت حرمة بن عبد الجليل وهو سبط العلامة الصوفي الشهير محمد الكبير بن محم بن العباس وسميه.
*2- العلوم والمعارف*
أخذ صاحبنا العلم عن جماعة من الشيوخ في منطقة آدرار منهم والده محمد بن عبد الله وكان فقيها والعلامة منه بن الشيخ بن حامني2 كما درس احمرار ابن بونه وأجزاء من لامية الأفعال على العلامة عبد الودود بن أشمده 3.
وقد تضلع من العلوم والمعارف كالعربية والنحو والفقه وعلوم الحديث والتصوف والتاريخ والأنساب والآداب وعلم الأوفاق والموسيقى .
ويبدو أنه أخذ أسس هذه العلوم والمعارف من موطنه الأصلي موريتانيا ثم توسع فيها مدة إقامته بالسنغال التي استمرت زهاء خمس سنوات.
وحين ألقى عصا التسيار في المغرب بدأت مرحلة جديدة من التعمق والدرس الجامعي المركز والاطلاع على نفائس الكتب والمخطوطات في خزائن المملكة الغنية.
لقد تمتع صاحبنا بفضول عجيب جعله دائم البحث عن المعلومة الجادة والخبر الجديد منقبا عن كنوز المعرفة في مظانها وغير مظانها فأخذ العلوم من أفواه الرجال ومن بطون الكتب وأضاف إليهما مصدرا ثالثا هو مدرسة الحياة التي انخرط فيها بعصامية فسافر بعيدا وكثيرا، ومارس العمل السياسي السري والعلني وعمل في الصحافة وخاض العديد من الصراعات والتقى الكثير من العامة والخاصة والداصة.
*3- بين الشمال والجنوب*
غادر الرجل موريتانيا عام 1956 وهي وقتذاك كيان جنيني بعضه في أدمغة النخبة السياسية وأكثره في مدينة سينلوي السنغالية.
كانت أحلام الفتى الطامح الذي تتوزعه هموم الثقافة والسياسة والتصوف تتجه طورا نحو الجنوب صوب مدينة كولخ حيث تنبثق فتوحات وتجري وقائع روحية بالغة الأصالة والقوة وتتجه طورا آخر نحو الشمال حيث تنتصر ثورة الملك والشعب في المغرب وتنعقد الآمال في أن تمد تلك الثورة يد العون إلى موريتانيا لتتحرر من ربقة الاستعمار.
وهكذا حل محمد الكبير بمدينة كولخ، وقد تحولت على يد الشيخ إبراهيم إنياس ’ منذ ثلاثينات القرن العشرين، إلى حضرة صوفية جاذبة وحاضرة علمية وثقافية وأدبية زاهرة في الغرب الإسلامي.
مكث الرجل في السنغال سنوات كانت حافلة بالنشاط الروحي والعلمي والسياسي المناوئ للمستعمر وللدولة الناشئة في موريتانيا.
اعتنق الرجل أفكار المقاومة وانخرط بحماس في حزب النهضة المعارض الذي سيصبح أمينه العام في تلك المنطقة( 1958- 1962 )وكان في الصفوف الأمامية من المحرضين أدبيا وسياسيا.
وقد نجا من محاولة اعتقال في كولخ بطلب من السلطات الموريتانية وكان آنداك بمعية خاله العلامة أحمد محمود بن محمد الكبير الذي احتال على السلطات السنغالية حتى وجد صاحبنا فرصة للنجاة، وفي هده الأجواء اضطر للخروج متنكرا من السنغال إلى المغرب مرورا بالأراضي المالية.
*4- الوحدة المؤجلة*
قدم محمد الكبير إلى المغرب في العام 1962 وهو في ريعان شبابه فواصل مساره السياسي المضاد للوجود والحضور الفرنسي في الدولة الموريتانية الوليدة ، وكان العمل الصحافي بؤرة نشاطه في هذا المجال ، وقد اختير رئيس تحرير في وكالة الأنباء المغربية.
ولم يشغله المسار السياسي والإعلامي عن الدراسة الجامعية فسجل في كلية ابن يوسف للعلوم الشرعية بمراكش أولا ثم في مرحلة لاحقة في دار الحديث الحسنية بالرباط التي حصل منها على شهادة الماجستير في الحديث الشريف عام 1974 م.
بعد سنوات من العمل الإعلامي والسياسي والدرس الجامعي المركز التحق بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وتقلد مناصب سامية فيها إلى أن تقاعد في العام 2003.
ويمكن القول إن شخصية الأستاذ محمد الكبير تجسد نموذجا واضحا للانصهار الناجح والتلاقح الخصيب بين ثقافة الصحراء وعبقرية شنقيط من جهة وبين مدنية الرباط وحضارة أبي رقراق النهر الذي ظل يعبره، جيئة وذهابا، سنين طويلة، مسكونا بهموم الثقافة والإبداع والوحدة.
كان الرجل واحدا من الركب العظيم الذي خرج من هذه البلاد، على خطى يوسف بن تاشفين، ولم يعد، خرج وهو يحمل أحلام الحرية والانعتاق والبناء.
وقد آمن بأن المغرب وموريتانيا بلد واحد فرقته حدود مصطنعة ’ تقوم وحدته على حقائق التاريخ والأرض والعرق والدين واللسان والمذهب.
والوحدة عند الرجل لا تتنافى مع التنوع الذي هو أساس التكامل بين مجالين يرتكز فيهما الجنوب على فتوة الصحراء وأولية الفتح المرابطي ويستند على تاريخ عريض من التفاعل والعطاء العلمي والأدبي والروحي، بينما يقوم الشمال بدور الركيزة الحضارية والعمرانية بالنظر إلى الماضي العريق للدولة المركزية فيه.
ضمن هذ السياق وجد صاحبنا نفسه مواطنا منسجما لا تناقض بين أصله الشنقيطي ومستقره الرباطي فقدم من هذا الموقف والموقع خدمات جليلة لموريتانيا والمغرب.
*5 – كعبة الزوار*
كان بيت صاحبنا كعبة الدارسين والباحثين عن الكتب والمخطوطات والوثائق النادرة وقبلة المسافرين والطلاب والمرضى، وقد منحهم جميعا ماله وعلمه ووقته فانطبقت عليه مقالة حازم القرطاجني:
سما إلى نهاية الجود التي ما بعدها وجود معنى لإلى
وقول ابن الرومي:
كم قريض في مدح غيرك اضحى لك معناه واسمه لفلان
في مجلسه يرتع المرء في عوالم العلم وحدائق الفن ’ بين آراء سيبويه وملح الجاحظ وفرائد المتنبي ومشارق القاضي عياض وفتوحات ابن عربي ونوازل سيدي عبد الله وبطولات أولاد مبارك وملاحم أبي الهول سدوم ولد انجرتو وتاريخ الملك همام الذي يروي الكثير من شعره ونثره البديع.
*6- ذاكرة البيظان*
خارج مجالهم الأكبر، انتصب صاحبنا ذاكرة للبيظان وسفيرا لهم أينما حل، وهو الذي تبحر في تاريخهم وأنسابهم وآدابهم الفصيحة والشعبية وطرائفهم وأيامهم ولياليهم المضيئة فوق الرمال الذهبية.
وكان لهذ التبحر عميق الأثر في أصالة الرجل بما تعنيه الأصالة من تشبث بالأصل والهوية والانتماء من جهة وما تدل عليه من جهة ثانية من معاني الفرادة والخصوصية والابداع ’ فكان يعرف من هو وأين هو.
ولقد عشق الفن والجمال عشقا يبدو أنه جبلي في أصل تكوينه فجدته فاله الغلاوية اشتهرت ببراعتها في أزوان.
وكان يقول لنا إن الإنسان الذي لا تحركه الألحان الجميلة هو أقرب للحجر منه إلى البشر.
لقد انسجم مع ذاته وهويته فعاش حياته بصدق وعفوية وبساطة بعيدا عن الوقار الزائف أو الزائد الذي يجثم على صدور الكثير من نخب الزوايا كأن على رؤوسهم الطير.
ولم يعرف صاحبنا لسانا أعجميا فظلت عروبته وعربيته صافيتين كنبع زمزم، وظل على الدوام فتى عربي الوجه واليد واللسان.
أما حسانيته فهي فن جميل قائم بذاته ذو نفس ملحمي لا يخفى، وربما زانته توريات يقتضيها السياق والمقام.
ولم نفتقد في سلوكه من عادات البيظان سوى الأكل باليد والجلوس على الفرش الواطئة وقد فضل عليها الشوكة والسكين والفرش المرفوعة جعله الله من أهلها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
*7-الأريحي الوفي*
من الصعب على الإنسان المتوتر أن “يحافظ” على توتره في حضرة محمد الكبير فالرجل يمتلك قدرة عجيبة على إسعاد الآخرين وإدخال البهجة في نفوسهم، وذلك بالكلمة الطيبة والنكتة الراقية والهبة العاجلة، وهنا يتحول الرجل إلى طبيب نفسي ناجع.
والمؤسف أن الإنسان المتوتر كثيرا ما يصبح، في بعض مجالس البيظان، موضوعا للسخرية والتندر مما يؤزم حالته النفسية، وربما انتهى به المطاف في مستشفى الأمراض العقلية.
ومن الصفات الإنسانية القوية في شخصية الرجل وفاؤه لمحبيه وأصدقائه وللفضاءات التي احتضنته، فكما كان وفيا لموطنه الأصلي موريتانيا وأهلها ظل كذلك وفيا لوطنه الجديد المغرب ورموزه وحضارته، وقد رفض، وهو على فراش الموت، أن ينقل جثمانه خارج المغرب.
*8-الصالون الأدبي*
التقى محمد الكبير الكثير من أعلام الغرب الإسلامي في المغرب وخارجه، وذلك بحكم الوظيفة وبحكم المكانة العلمية الرفيعة للرجل، وقد تحول بيته، في الرباط وسلا، منذ أوائل السبعينات إلى أيام وفاته في العام 2006 إلى صالون أدبي وثقافي عظيم الأهمية استطاع أن يجذب أجيالا مختلفة من الصفوة العارفة والمبدعة في المغرب وموريتانيا والسنغال.
ولعل هذ الصالون يؤكد صحة الاشتقاق المفترض بين الأدب والمأدبة، فلقد كان عامرا بالموائد الحسية والمعنوية الفاخرة، حافلا بفواكه الطبيعة والثقافة، يموج بعرائس الشعر والنثر وبنات الفكر الرائقات.
وممن شارك في هذ الصالون مؤرخ البلاد و أديبها الفذ المختار ولد حامد والملك همام والفنان الكبير سيداتي ولد آبه ، و ربما جرت في الصالون ، على أوتار آلته الموسيقية التيدنيت، بعض المساجلات الشعرية.
وممن كان له حضور فاعل في ذلك الفضاء الثقافي عميد الأدب الموريتاني العلامة الدكتور محمد المختار ولد اباه الذي ربطته بالمرحوم علاقات خاصة وتبادل معه الأخذ والعطاء.
كما شارك في الصالون الطبيب والسياسي اللامع الشيخ المختار ولد حرمة ولد ببانه والدكتور البحاثة جمال ولد الحسن والخطيب المصقع برهام جوب والأستاذ الدكتور حمداتي الشيخ ماء العينين والأديب بابه ولد أبومدين والأستاذ السيد ولد اباه وغيرهم.
وما كان لهذا الصالون أن ينجح لولا الحضور الحاسم والفاعل لعقيلة المرحوم الأميرة فاطمة بنت أحمد ابن عيده، وهي سيدة منظمة ونبيلة.
*9 – الحصاد العلمي*
من الغريب أن هذا العلامة والأستاذ الكبير كان مقلا في الكتابة والتأليف فباستثناء رسالته الجامعية التي أعدها لنيل شهادة الماجستير، وهي تحقيق كتاب ” نيل النجاح على غرة الصباح ” لسيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم، لم يكتب سوى مجموعة من البحوث والدراسات منشورة في مجلات مغربية بعضها عن القاضي عياض وأسانيده في الصحراء وبلاد شنقيط.
فهل شغلته القراءة والبحث الدائب عن الكتابة والتصنيف؟ أم أن ضغوط العمل وأعباء الضيافة لم تترك له متسعا من الوقت؟
وهل بلاغة الصوت وفتنة السمع تغلبت فيه على جمالية الحرف وصناعة الكتابة؟
أم إن المسألة أبعد من أن تكون شخصية؟ حيث إن الإقلال من الكتابة كان شائعا بين علماء الصحراء في القديم والحديث ’ وربما تخلصوا من كتبهم قبل وفاتهم ورعا أو تواضعا 4.
ويمكن القول إن علم الرجل تفرق في صدور الرجال على امتداد عقود من الزمن وقد استفاد منه الكثير من العلماء والباحثين وقل أن نجد منهم من ينسب إلى الرجل ما ظفر به من علومه.
ولم يكن محمد الكبير بدعا من العلماء والباحثين القدامى والمعاصرين الذين تفرقت معارفهم في صدور الرجال، وهذا أمر رائع على كل حال، غير أن محاولة حصر تلك العلوم وتمييزها قد لا تقل صعوبة، أحيانا، عن الاطلاع على فصول “المقدر5 “الكتاب الذي ألفه الشيخ محمد المامي في خاطره ولم يره أحد.
ويستحق هذا الأستاذ من الباحثين في المغرب وموريتانيا جهدا جماعيا يفضي إلى حصر ونشر أعماله العلمية والأدبية ورسائله ورصد حضوره في أدب العلماء والأعلام الذين كان على اتصال بهم وتفاعل معهم.
*10- الصوفي المحب*
في المدارج العليا للإيمان والإحسان تفقه الرجل وتصوف وتشبع من معارف القوم وأذواقهم.
أخذ ورد الطريقة التيجانية، أول ما أخذها، عن الشيخ آبه بن السيد كما أخبرني هو نفسه، ثم اتصل بعد ذلك بشيخ الإسلام الشيخ إبراهيم انياس وبمريده البارز العلامة محمد المشري بن الحاج وتربي على أيديهم.
وقد ظل على اتصال دائم بالشيخين وتبادل معهما المحبة والإعجاب، وفي زيارة الشيخ إبراهيم أنياس للمغرب العام 1973 رفقة جمع من كبار المريدين قال محمد المشري في نظمه لوقائع الزيارة:
وجاءنا العلامة الكبير سيدنا محمد الكبير
حبيبنا في الشيخ قدما كانا ولم يزل عما عليه كانا
للنفس والنفيس فينا قد بذل فالله يعطيه جميع ما سأل
ومن ثمرات تصوفه محبته الشديدة للنبي صلى الله عليه وسلم، ومازلت أتذكر تلك الليلة المضيئة في مجلسه المنيف حين أخدنا نتحاور ونقارن بين مديحيات البوصيري فنبه صاحبنا إلى ما في الهمزية من معان بديعة وأخذ ينشد بصوته الحسن نماذج منها إلى أن وصل إلى قول البوصيري:
ليته خصني برؤية وجه زال عن كل من رآه الشقاء
فاغرورقت عيناه وساد صمت رهيب.
. . .
توفي رحمه الله يوم 16 نوفمبر 2006 ودفن قي مقبرة الشهداء بالرباط، ولم تدفن مكتبة عامرة فحسب، بل دفن أيضا بحر زاخر ونجم ثاقب وربيع ضاحك.
*محمد المشري باب*
*هوامش*
1 – ولد بواحة وادي تيمينيت بمنطقة أوجفت بولاية آدرار في الشمال الموريتاني
2- نقلا عن الدكتور محمد ولد محمد عبد الله السيد وذلك في اتصال هاتفي بتاريخ 26/07/2020
3- عبد السلام ولد حرمه: الأديب والشاعر محمد الكبير ولد حرمه (ورقة تعريفية) نص رقمي بحوزتنا
4- ذكر الأستاذ الدكتور عبد السلام حرمه أن محمد الكبير “أشرف على الانتهاء من تأليف كتاب ضخم في إيقاع الشعر العربي والحساني وأرهق فيه النفس وبذل الجهد في البحث له عن الشواهد والنصوص لكنه قرر في النهاية أن يشعل النار في مخطوطه الأصلي تعففا أو ورعا أو هما معا ” مرجع مذكور سابقا
5- ذكره سيد احمد بن اسمه الديماني في كتاب ذات ألواح ودسر، مخطوط بمكتبة العلامة الشيخ محمد بن احمد مسكه، صفحة 27.