عيد وقطاع يحتضر/موسى ولد حامد
الثالث من مايو، اليوم العالمي لحرية الصحافة تم تخليده بشكل واسع. كان هناك تخليد ليس ليوم بل لأسبوع كامل ملىء بالخطابات واللقاءات والندوات. وزارة الاتصال والتشكيلات الصحفية عقدوا مؤتمرات ومنتديات وأماس بهذه المناسبة.
مثل السنة الماضية والسنة القادمة؛ تلقينا العديد من التهانئ والخطابات الجميلة، ثم افترقنا دون أن يلوح هناك شيء فى الأفق. نحب فقط أن نقول إن بلدنا هو الأعلى فى مجال حرية الصحافة وقد ألغينا عقوبة الحبس وحررنا المجال السمعي البصري ودعمنا الصحافة ماليا. كل هذا صحيح. لكن هناك أسئلة أخرى مطروحة لم يجب عليها أحد. الصحف لم تعد تباع، الطباعة رديئة، الإشهار محدود، مستويات الصحفيين تتدنى يوما بعد يوم، المهنية أصبحت حلما مستحيلا، الشائعات أصبحت هي الحدث، والتكوين الذي تقدمه المدرسة الوطنية للإدارة وغيرها لصحفيين جدد لن يجدي نفعا لأن هؤلاء سيهلكون قبل أن يحصلوا على عمل مناسب لأن ملاك وسائل الإعلام لا يدفعون. الصحافة الآن لا تدري إلى أين تسير لأنها فقدت مستندها، نقول لها أنت حرة، لكنها ليست قادرة على الاستفادة من هذه الحرية: أبواب المعلومات موصدة، وكذلك الإشهار، والدعم العمومي لا يصل لمستحقيه. الصحفيون الأكفاء هاجروا ليعيشوا.
ما وراء العيد، والتهاني المتبادلة، أن الدولة والصحفيين لا بد أن يفكروا فى مستقبل القطاع الضروري لوجود الديمقراطية وهو الآن يحتضر. يجب أن تكون هناك منتديات عامة حول الصحافة والاتصال. من أجل إنارة طريق المستقبل.
Biladi N° 704
ترجمة الصحراء