“قلت عطشان يا دمشق .. قالت اشرب دموعك” / سيدي علي بلعمش
الزمان أنفو _
ـ لن أقول رحم الله الحجاج ما أعدله، لأن حجاجنا لم يخرج القصر بعد؛ ما زالت أدخنة الرمادي تدمع عيوننا و تزكم أنوفنا.. ما زالت تعيينات القصر تسخر من سذاجتنا.. ما زالت تعهدات القائد المفدى تشوي لحومها على جمر انتظارنا.. ما زالت ابتسامات ولد أجاي تتشفى في حسرة احتقارنا..
ـ لن أقول ماذا تغير، فلم يكذب القائد المفدى، في خطب حملته، منتشيا بحضور الأخت تكبر بنت ماء العينين، سيدة قصر الفضائح الأخلاقية.. لم يكذب القائد المفدى، حين تبجح بمتانة علاقته بالقائد المفتدى، المتحصن من الفضائح بالفضائح.. لم يكذب القائد المفدى حين بكى و استبكى و ذكر الأخلاء ..
أثناء الحملة الانتخابية ، اجتمع ولد أجاي ببعض أقاربه و قال لهم ، لا يستطيع ولد العزواني إخراجي من الحكومة، مشيرا إلى أنه يضع اليد بهدوء على كل أسرار المرحلة: كان ولد أجاي ابن وز المرحلة المتمرس (171 تسجيلا عن أوامر الرئيس) ، فكم يا ترى عن الآخرين؟
كان الاجتماع عائليا في أضيق حدوده ، لكنه تسرب الى مسامع الجميع و كتبت عنه حتى بعض صحف الشارع حينها.
إذا كانت هذه حقيقة لا مناص من التعايش معها ، فمتى تشرق شمس كرامتنا .. متى يكون لصبرنا معنىً .. متى يكون لكرامة هذا الشعب أي اعتبار في أجندة الهَوَّارَة؟
ـ لن أقول ماذا ننتظر، فماذا تعلمنا غير الانتظار، من العسكر: 42 سنة في انتظار خروج العسكر من القصر.. 42 سنة من انقلاب أبيض إلى انقلاب أحمر.. 42 سنة من ضابط أعمى إلى ضابط أعور .. 42 سنة في انتظار أن يجود القدر.. 42 سنة من حرائق النهب .. 42 سنة من عرقوبيات جيش في حفل سمر (…).
ـ لن أقول اليوم سوى، اللهم اكفنا شر من لا يخافك و لا يرحمنا..
ـ لن أقول اليوم سوى، اللهم رد كيد كل كائد لشعبنا في نحره..
ـ لن أقول اليوم سوى، تمهلوا يا عقلاء..
ـ لن أقول اليوم سوى، كفى.. كفى.. كفى: لقد بلغ السيل الزبى.