ثغرة في ثغرة الگرگرات
كتب سيدعلي بلعمش:
الزمان أنفو _
ينسى المغرب اليوم أن المجرم ولد عبد العزيز الذي كانت تطارد و تضايق معارضيه ، كان صناعة جزائرية بسرعة فائقة، رغم احتفالها واحتفائها (المغرب) العظيم بوصول و أصول الضابط المغربي خريج مكنس ، لدفة الحكم في موريطانيا الشقية (التاريخ لا يرحم).
و يريدنا المغرب اليوم أن نقف معه في مواجهة مخططات ولد عبد العزيز الإجرامية، ناسيا أنه رفض أن يقف معنا في مواجهته حين كان يدمر بلادنا طوبة طوبة.
ليست مهمتنا البحث عن أخطاء الحكم في المغرب و نستطيع أن نفهم أحيانا ما لديه من إكراهات في التعامل مع المعارضة الموريتانية أمام الأنظمة الموريتانية التي لا يرضى عنها ، لكنه من المحير فقط أن تظل المخابرات المغربية ذائعة الصيت، ترتكب مثل هذه الأخطاء في دوامة بلا نهاية بسبب ازدرائها بموريتانيا و استخفافها بعقول أهلها.
و يكفي اليوم لتأكيد فشل السياسة المغربية في موريتانيا، كشف الستار عن من تعتمد عليهم في قراءة الساحة المحلية و مشاغلتها و التعاطي مع الرأي العام فيها، من شخصيات و جهات فاشلة ، ينسى المغرب أن ما يفرض عليها من ولاء له (مدفوع الثمن) و مكشوف و ساذج و كاذب في أغلب الأحيان، على حساب وطنها، هو نقطة ضعفها التي يتعثر بها أداؤها الرديء على الساحة المحلية.
كان تحليل عبد الرحيم المنار السليمي أمس في برنامج “ما وراء الأحداث”، في التلفزيون المغربي، انهيارا سياسيا لا غبار عليه.. كان تألقا بارعا في التهريج..
و لم تكن قصة العرافة المضحكة ، استخفافا فقط بالرأي العام في موريتانيا (كالعادة)، لكنها دليل على أن المغرب ما زال حتى الحين لم يفهم أن ولد عبد العزيز كان من صناعة لعمامرة و تينيت ، قبل قصة العرافة المزعومة بكثير و قبل احتفاء المغرب بوصول ابنه و زوج ابنته إلى دفة الحكم في موريتانيا.
و لم أفهم فقط في حديث السليمي، حين يبدأ تبادل إطلاق النار بين البوليساريو و المغرب في الگرگرات، أن يكون كل هم الأخيرة ، التنبيه العاجل إلى مخاطر الصراع على موريتانيا ، “المتضررة الوحيدة منه”، حسب تحليل السليمي، الواضح من خلاله أنه يجهل ثقل الموقف الموريتاني في حسمه لو قررت تبني موقفا غير الحياد اتجاه أي من الطرفين.
لست هنا بصدد رسم ملامح موقف و لا اصطياد فرصة و لا بلورة مشروع و لا محاولة تموقع ، لكنها مجرد لفتة في محلها و وقتها كان لا بد من التنبيه إليها للتاريخ و للمستقبل في رسالة للأذكياء فقط ، لا أتوقع أن تكون ذات أهمية في صراع لا تقول فيه أي جهة ما تريده و لا تؤمن أي أخرى بتحقيق ما تعلن عنه.