محفوظ ولد لمرابط: رحيل الطـود الشامـخ
اعتصرت القلوب ألما، و تدحرج الدمع فوق خدود براها الحزن والأسى بعد ما انتقل إلى الرفيق الأعلى العالم الجليل والبحر الزاخر الذي لا يعدم المبحر فيه أن يتصيد بشبكته ما يريد محفوظ ولد حمودي ولد لمرابط.
رحل ابن الدوحة الكريمة التي تشكلت من ثنائية العلم و الورع، حيث جمعت موسوعية العالم الجليل حمود ولد لمرابط، و ورع و غزارة علم أبوه ولد عمار لتتفتق منها تلك البذرة الوهاجة التي انطلق أريجها يسقي كل ظمآن. إنه حقا مصاب جلل في عالم ترك وراءه من المآثر ما يضمن لذكره البقاء في أكبر حيز من النفوس الآدمية التي عرفته، أو سمعت به. كانت أخلاقه مرايا تعكس أسمى معاني الإنسانية، حين تسأله لا يضيع تفكيرك في عجاج النصوص، وتناطح النقول، وإنما يسرد لك القول الصريح الناطق بفحواه، يذكرك بعلماء السلف حيث عمق الإيمان، وصحة العقيدة، وسعة الأفق، وقوة الحجة، وسلامة الرأي، والالتزام بالمبدأ. يحدثك دوما بدعابة العالم المتمكن، و أناة الحكيم المتأمل. تغمد الله فقيدنا و فقيد الأمة بواسع رحمته و أسكنه فسيح جناته و أغدق عليه من الرحمة سلسبيلا لا ينضب. وإنا لله وإنا إليه راجعون
اعل ولد البكاي